أثمرت العلاقة التي دامت أكثر من 100 سنة مع البنزين والسولار والغاز عن كمية كبيرة من ال CO2 تسببت في آثار سلبية خطيرة وتغيير مناخي يهدد صحتنا بل يهدد الحياة نفسها.
وكالعادة لم تتحرك الدول في اتخاذ خطوات جدية لخلع البترول واستبداله بالعريس المتأنق المسمي بالطاقة المستدامة (sustainable energy) إلا بعد التأثر المباشر للاقتصاد بالتغيير المناخي، وذلك بعد ملاحظة انخفاض المحاصيل الزراعية، وزيادة استهلاك الطاقة، وذوبان الجليد وتهديد مدن بالغرق، وزيادة الحرائق، وغيرها من الخسائر الجسيمة.
وحسب موقع Statista فان مجموع الانبعاثات في كوكبنا وصلت الي 50 مليار طن متري من ال CO2 سنويًا، وتنتج حوالي 10 دول فقط مايزيد عن 60% من انبعاثات الكوكب وعلي رأسها الصين، بينما تنتج 100 دولة ما يقل عن 3% منها. ورغم ان ترتيب مصر هو ال 27 بين الدول المنتجة للانبعاثات، إلا ان تأثرنا بالتغير المناخي أكثر من غيرنا فمصر معرضة أكثر لموجات شديدة الحرارة ولتمديد ظاهرة التصحر وغرق مدنها الساحلية.
وسائل المواصلات في العالم (برية وبحرية وجوية) تنتج حوالي 7 مليار طن متري من الانبعاثات سنويًا، و كان انعقاد أول قمة للمناخ (COP1) في برلين سنة 1995 إشارة لشركات السيارات بالتغيير، وتصاعدت مخرجات نتائج قمم المناخ في كل دورة حتي وصلت أشدها في آخر قمة (COP27) في شرم الشيخ سنة 2022. بينما بدا التغيير فعليًا بعد ان بدأت بعض الحكومات تطبيق برامج متكاملة للإنتقال عن طريق الكهرباء E-mobility من خلال فرض ضرائب وغرامات علي كل من يشارك (شركات وأفراد) في انتاج انبعاثات، وخفض ضرائب واعطاء حوافز مالية لكل من يشارك (شركات وأفراد) في التحول للطاقة المستدامة.
وتخضع الدول ايضا لنفس النظام، فمثلا يفرض الاتحاد الاوروبي غرامة 100 يورو علي كل طن متري من ال CO2. بينما وقعت موزمبيق عام 2019 اتفاقية ERPA تحت مظلة البنك الدولي لتحصل علي 50 مليون دولار في حالة خفض 10 مليون طن من ال CO2.
وسوف نلحظ كل عام غرامات وحوافز اكتر للدول والتي تنعكس علي حزمة من الغرامات والحوافز للشركات وايضا الأفراد حتي يتم الطلاق البائن طواعية بين السيارات والبترول.
ومن ناحية اخري، فإن بديل البترول يجب ان يكفي ويزيد عن حاجة انتاج 90 مليون سيارة سنويا واحلال حوالي 1.6 مليار سيارة تسير في طرقات العالم. فهل بطاريات Lithium-ion هي الحل؟ وهل تكفي مادة الليثيوم كل هذا أم لا، وما هو البديل؟
انتظرونا في المقال القادم…