وضعت صناعة السيارات الروسية خطة طموحة لزيادة توطين الإنتاج في ظل العزلة التي تعاني منها البلاد منذ الحرب مع أوكرانيا، بينها تحديث محرك V- 8 الذي يعود تاريخ تصنيع للمرة الأولى إلى نصف قرن.
تبني شركة صناعة السيارات المحلية "سولارز" إصدارات جديدة من مُحَرِّكِي V- 8 بسعة 4.7 لترات والذي تم طرحهما عام 1963، الأول ZMZ- 523 بقوة 124 حصانًا والثاني محرك البنزين ZMZ- 524 بقوة 138 حصانًا.
من المقرر أن يتم تصنيع كليهما في مصنع ZavolzhskyMotor التابع لشركة Sollers في أوليانوفسك في شرق وسط روسيا والمحركين هما نسختان محدّثة من محرك ZMZ- 53 الذي دخل حيز الإنتاج عام 1963 في الاتحاد السوفيتي آنذاك، وعلى مدار 58 عامًا من التجميع، تم إنتاج أكثر من 6.5 ملايين محرك.
يُعد إحياء إنتاج محرك السيارات السوفيتي جزءًا من استراتيجية تطوير صناعة السيارات في روسيا حتى عام 2035، والتي تم توقيعها في 9 يناير من قبل رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين.
على عكس الاستراتيجيات السابقة، التي أولت اهتمامًا خَاصًّا لدعم مصانع التجميع الحالية، تركز الاستراتيجية الجديدة على إنتاج المواد والمكونات، والتي توصف بأنها "أساس" الصناعة، وتدعو الخطة أيضًا إلى تطوير "سيارة محلية للغاية" بنسبة مكون تتجاوز 80٪ محلي، ومقررة للإنتاج التجاري في عام 2025.
بموجب الاستراتيجية، ستتم زيادة متوسط مستوى توطين سيارات الركاب في روسيا من 43٪ حَالِيًّا إلى 65٪ عام 2026 وإلى 70٪ بحلول عام 2040. وستنمو حصة العلامات التجارية المحلية من 35٪ العام الماضي إلى 68٪ عام 2026 وبقدر يصل إلى 81٪ عام 2030.
تصل ميزانيات الاستراتيجية الحكومية الجديدة إلى 300 مليار روبل (4.4 مليارات دولار) لتسريع توطين المكونات من 2023-2025 و26 مليار روبل (378 مليون دولار) سَنَوِيًّا لتحفيز الطلب على منتجات السيارات قد يتم استثمار جزء من الأموال في البحث والتطوير.
قبل الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، كانت السيارات واحدة من أكبر القطاعات الصناعية في الاقتصاد الروسي حيث يعمل أكثر من 300 ألف شخص بشكل مباشر ويعمل 2.5 مليون آخرين في الصناعات ذات الصلة وبلغ إجمالي مدفوعات الضرائب خلال الفترة 2016-2021 ما مقداره 861 مليار ريال (12.5 مليار دولار).
انكمش السوق بسرعة بعد الحرب، وبلغ إجمالي مبيعات المركبات الخفيفة الجديدة في روسيا خلال الأشهر ال 11 الأولى من عام 2022 نحو 598,886 سيارة بانخفاض 60.7٪ من 1,525,805 في العام السابق، وفقًا لبيانات واردم إنتليجانس .
بلغت مبيعات LV الروسية 1.67 مليون وحدة عام 2021، بزيادة 4.3٪ عن العام السابق، بينما انخفضت مبيعات 1.6 مليون وحدة في عام 2020 بنسبة 4٪ عن عام 2021 وانخفضت بنسبة 9٪ عن 1.76 مليون في عام ما قبل COVID لعام 2019، وفقًا لبيانات واردم.
قال نائب رئيس الوزراء دينيس مانتوروف، مسؤول الدولة المسؤول عن تطوير قطاع السيارات في روسيا، إن إنتاج الجهد المنخفض، في غضون ذلك، لم يصل إلى أكثر من 600 ألف وحدة في عام 2022، بانخفاض 40٪ من 1.5 مليون في عام 2021.
يتوقع المحللون الروس أن تزيد المبيعات المحلية لعم 2023 بنحو 20٪ مقارنة بعام 2022، لكن النتيجة النهائية ستعتمد على الإمدادات، والتي تعد حَالِيًّا أقل بكثير من الطلب ومن المتوقع أن تساهم زيادة الواردات ومشاريع التجميع الجديدة في انتعاش السوق.
في عام 2022، علقت ما يقرب من 50 علامة تجارية أجنبية للسيارات مبيعاتها في روسيا أدى سحب الماركات الكورية الجنوبية هيونداي وكيا، التي قدمت أكبر مجموعة من السيارات في السوق، إلى تقليل حجم السوق بشكل كبير. ويُعلق التجار الآن آمالهم على السيارات المدمجة من الصين، ويتوقع أن تمتلك العلامات التجارية الصينية 70٪ من السوق في السنوات القادمة.
