Close ad
التزحلق على الأسفلت!

دينا ريان, 15 يناير 2023

أعترف أننى ابتعدت كثيرا بسبب أو بدون سب، عن التعامل في قيادة سيارتى الحبيبة، خوفا عليها من البرد وشرقة الطعام فى محطات بنزين كنت دائمة التعامل معها منذ أكثر من 45 عاما.

لكن دوام الحال من المحال، ومن كتبت عليه خطاه مشاها غصبا أو إرادة، ونزلت الشارع فى الأعياد الماضية، للمشاهدة عن بعد ومن وراء عجلة القيادة على نهايات عام وبدايات آخر.

وفي أحد الشوارع الأسفلتية شديدة السواد الناعمة مثل الحرير، سرت فى اتجاهى لصديقتي المريضة بالقرب من جسر السويس التى تطل شرفتها على حديقة الميريلاند، وبجانب شارع نهرو المميز لدى أهل "مصر الجديدة" فى سنوات الشباب، الذى لا يقل أهمية عن شارع الجبلاية أو أبو الفدا فى الزمالك.

وقبل أن أصل إلى منزلها وفى عز استمتاعى بنعومة الحرير الأسفلتى سمعت خبط على جدار سيارتى وصوت ثم أصوات تطالبنى بالهدوء فى قيادة السيارة، قلت فى نفسى إنهم أطفال الشوارع الفايف ستارز، حبايبى يحذروننى من الردارات!! لكننى لا أكاد أتجاوز الـ20 كيلو فى الساعة، لأن الطرق تلك لا تسمح بالسرعة أكثر من ذلك، خوفا من المارة وعابرى الطريق، وللمرة الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة، أصوات الأطفال تنادينى، لكن بوقاحة أطفال الطبقات المدارس الدولية، بليز.... بلييييز.. يا تانت قلنا لك بشويش حتموتينى!!

وعند سماع تلك الكلمة، أصبت بحالة من الارتباك والعمى الحيثى وأوقفت السيارة فجأة وإذا أسمع ارتطام على الأسفلت، واحد اثنين ثلاثة أربعة، وبسرعة الفمتو ثانية، كنت فى الشارع أبحث عن الحقيقة، وإذ فجأة بأربعة من الصبية يرتدون "الباتيناج"، زلاجات الثلج التى نراها فى الأفلام الأمريكانى والعيال الأمريكانى يتزحلقون بها على الجليد، ووجدتهم واقفين بالتوازى بجانب العربية، وقبل أن ألطم الخدود، وقف واحد منهم يضحك من قلبه ويرطن بالإنجليزى، بمعنى "كله تماما.. كله تمام"، إحنا بنلعب معك ممسكين فى ظهر العربة حتى نتزحلق على الجليد الأسود، وهيستيريا فى الضحك، لكن إنت شقية أوى يا تانت، مشيتى بسرعة، قال لى أحدهم وإحنا ماسكين فى نهاية العربة لنصل معك بالزلاجات لنهاية الشارع، لم أتمالك أعصابى إلا وأنا أكاد أفرم رقبتهم عندما عرفت أنهم يلعبون بالزلاجات متزحلقين على الأسفلت الناعم الحديث الصنع، ممسكين فى ظهر أو جنب كل عربية تمر فى الشارع.

وبعد أن طمأنت نفسى كما قال الولد الصغير لى "كله أوك.. أوكيه مام" وقلت شقاوة عيل، حتى تكرر المشهد فى ميدان التحرير بنفس الزلاجات ستايل الولاد.

إن أطفال شوارع مصر الفايف ستارز يتزحلقون يا حبايبى فى شوارع التحرير ومصر الجديد بالباتيناچ على الأسفلت الأسود، ولم لا وقد انعدمت المطبات من الشوارع على الأقل فى الميادين والشوارع الرئيسية.

لكن الخوف كل الخوف على مصير العيل من دول لو وقع تحت عجل عربية من تلك العربيات، خصوصا أن العيل من دول "واصل".

اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

عودة الفك المفترس !!

الأكثر قراءة