تراجع متوسط الفترة الزمنية اللازمة لاستلام الشركات طلبيات الرقائق الإلكترونية من الشركات المصنعة خلال سبتمبر الماضي بمقدار 4 أيام وهو أكبر تراجع منذ سنوات ويمثل مؤشرا على تراجع حدة أزمة نقص إمدادات الرقائق التي تؤثر على أغلب الصناعات بدءا من الإلكترونيات وحتى السيارات والأجهزة المنزلية.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن تقرير لشركة الأبحاث ساسكوينهانا فاينانشال جروب القول إن الفترة الزمنية بين طلب الرقائق واستلامها وصلت خلال سبتمبر الماضي إلى 3ر26 أسبوعا مقابل حوالي 27 أسبوعا خلال أغسطس الماضي.
وأشارت بلومبرج إلى تراجع الفترة الزمنية اللازمة للحصول على الرقائق من مختلف الفئات، حيث كان التراجع في الفترة اللازمة لاستلام رقائق إدارة الطاقة والرقائق التناظرية هو الأكبر، بحسب كريستوفر رونالد المحلل في ساسكويهانا.
وتضررت أغلب الصناعات في العالم من نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية خلال العام الماضي. ولكن الآن بدأت بوادر أزمة عكسية في ظل تزايد مخزون الرقائق الإلكترونية وتراجع الطلب عليها، بحسب التقارير الصادرة خلال الأسابيع الماضية.
ودفعت سلسلة التحذيرات من تراجع الطلب على الرقائق الإلكترونية من شركات القطاع بدء من ميكرون تكنولوجي وحتى سامسونج إلكترونيكس، المحللين إلى خفض توقعاتهم لأرباح هذه الشركات بأسرع وتيرة منذ 2008.
وذكرت وكالة بلومبرج أن صناعة أشباه الموصلات في العالم تستعد لمواجهة عاصفة يتوقعها الجميع بعد أن انتقلت من الازدهار إلى التراجع خلال أقل من عام. وتحذر كل الشركات ذات الصلة سواء المصنعة للرقائق أو للأجهزة الإلكترونية من هذا التراجع. وتراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات خلال العام الحالي بأكثر من 42%، ليسجل أسوأ أداء سنوي منذ 14 عاما، في ظل تراجع الطلب بشدة.
وشهدت سوق الكمبيوتر الشخصي العالمية خلال الربع الثالث من العام الحالي أكبر تراجع للمبيعات، بحسب شركة جارتنر لأبحاث السوق، نتيجة حالة الغموض الاقتصادي وزيادة المخزون وهو ما يشير إلى استمرار تراجع المبيعات خلال الربع الأخير من العام الحالي.
وبحسب بيانات بلومبرج تراجعت توقعات أرباح شركات صناعة أشباه الموصلات خلال الربع الثالث بنسبة 16%، في حين يرى المحللون في مجموعة سيتي جروب المصرفية الأمريكية تراجعا أكبر للأرباح، كما يتوقعون تراجعا أكبر في مؤشر فيلادلفيا مع اشتداد الأزمة التي تضرب القطاع.
وفقدت شركة نيفيديا كورب التي تنتج الرقائق المستخدمة في أحدث أجهزة ألعاب الكمبيوتر نحو 544 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ وصولها إلى الذروة في نوفمبر الماضي.