بعد طول بعاد ورفض وخوف من العودة إلى القيادة على الأقل فى طريق الهاى واى، وجدتنى مضطرة للذهاب مع أصدقائى وبعربتى وإصرارهم على أن أتولى القيادة حتى لا أصاب بالتوحد والخوف من الشارع بعد تاريخى القيادى الرهيب وأنا أقطع شوارع المحروسة شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها.
صحيح كنت ألتزم طول الطريق بالسرعة المقررة عند طلوع الكبارى ونزولى منها، إلا أننى كنت أرى الميكروباصات من حولى كأنهم لا يجيدون القراءة والكتابة، أو لا يهتمون، فبالتأكيد هناك من يدفع عنهم ضربات عدسات الرادار التى ترصد مطالعهم على الكبارى التى تتجاوز المائة كيلو متر، ومنازلهم التى لولا قدر الله انفجرت إحدى الإطارات، قول على الركاب السلام، واقرأ عليهم الفاتحة، لذلك فكرت كثيرا التنبيه على معارفى وأصدقائى من ركاب الميكروباص قراءة دعاء الركوب، تحسبا لطيش السائق، سواء كان على دراية بالقراءة ومتابعة تعليمات المرور الحديثة، أم لا يزال على حاله من سنوات بعيدة، ويقود كأنه يركب الحلزونة، وركبنى يابا الحلزونة وهباااه تلاقيه بالناس اللى معاه قفز فى الترعة.
المهم أننى ظللت على التزامى بسرعتى وأنا أرى سباق بعض السيارات فى تحد سافر للتعليمات، برغم أنهم من الواضح أنهم خريجى جامعات، وطبعا سبقونى بسرعتهم على طريق السويس الرائع بحوالى عشرة دقائق، لأفاجأ وأنا على سرعتى التى لا تزيد فى مطلع الكوبرى عن الـ 40 كيلومتر، والعربات الأربعة، وبينهم قتيل كان يحاول عبور الكوبرى كالعادة فى بلادنا اللى محيارانى، فى محاولة عبور البشر الهاى واى والكبارى والأنفاق وتسلق الجدران.
وبغض النظر عما حدث لى وعيناى تلتقى بعينى القتيل، ومحاولة قادة السيارات لفه إلا رأسه!! واتصالهم بالإسعاف أو النجدة، وبغض النظر أن المرحوم هو المخطئ حسب القانون المرورى العالمى وغير العالمى، إلا أن هذا لا ينفى أن صاحب السرعة غير الملتزم، كان يمكن تفادى المواطن.
أنا طبعا لم أسمع أى كلمة مما قيلت من حولى من صديقاتى المنظرت وتبادلهن الاتهامات متقمصات الحدث، وكأنهن يشاهدن فيلم درامى.
إلا أننى ظلت عيناى معلقة بعينى القتيل المفزوع، وهنا فقط قررت عدم اعتزال القيادة، فالشارع والطرق لابد وأن تكون لمن يحترمها، أم من لم ولن يحترمها، فنحن فى انتظار قانون يسحب رخصة القيادة من القاتل الخطأ إذا كان متجاوزا للسرعة، وغير ملتزم بتعليمات الطريق، فتلك الطرق الجديدة تحتاج مواطن وقائد محترم، عقوبة عقوقه حرمانه من القيادة تماما.
دينا ريان