اضطرتنى الظروف للعودة إلى قيادة سيارتى،بالرغم من الود الذى أصبح مفقودا بيننا وسمعتها "البطالة" التى أسقطتها من نظرى برغم أنها بريئة وضحية لاستعانة مصانعها بالخبرة غير الاوروبية ، كما هو مذكور فى وسائل التواصل الاجتماعى، المهم "القفلة" أصابت العديد من هذا الجيل من السيارات إلى أن حضر العملاق الصينى وشال الليلة كلها .
كل ذه وأصحاب تلك العربات قاعدين حلوين زى الشطار بعد ما تفرقت نقودهم بين القبائل الأوروبية والأمريكية والصينية...يااا حلاوة.
فن الهدوء
نزلت للقيادة بنفسى وقد أعجبت بها وقررت اتباع فن الهدوء، وتركت سياسة العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم، واللى عايز يعدى.. يعدى.. وأنا أسير بهدوء.
ويبدو أ ن هذا الهدوء جعلنى أتأمل وأسرح فى شاشات الأتوبيسات المعلقة على الزجاج الخلفى، وبدأت أفقد تركيزى، وتوجهت بكل مشاعرى وأحاسيسى إلى خلفية الأتوبيسات وجمالها وحيويتها وهى تسير ومن ورائها كهارب أفراح وليالى الملاح، بل أردت اقتراح على السائق أو المسئولين على إعلانات خلفية الأتوبيس، أن يتم تزويده بأصوات الإعلانات.
وفضلت على هذا الحال إلى أن تم التصادم الهادئ بينى وبين سائق عربة مش مركز مثلى بالضبط، ، لأنه بكل بساطة ينظر فى موبايله بيده اليمين، واليسار على العجلة، وحسب ما تزمر له، لكن حواسه الخامسة مركزة فى الموبايل.
الموبايل
هذا ما حدث بالضبط، واحد مركز فى الموبايل ، وسعادتى مركزة فى إعلان الأتوبيس، وهباااه حدثت "الأكسيدون".
الطريف أن الرجل ترجل من عربيته وأخذ يعتذر لى ويقول: معلش بسيطة يا هانم، الحمد لله إنها جت فى الصاج، ظنا منه أنه المخطئ، لأنه كان ينظر فى موبايله.
وأنا أقدم له نفس الاعتذار، لأننى لم أكن مركزة إلا فى الإعلان المتحرك أمامى على خلفية زجاج الأتوبيس، الذى تحول إلى شاشة إعلانات.
والحمد لله - كما يقولون - إنها جاءت فى الصاج، ولو أن الصاج بقى غالى.