Close ad
أعطينى حريتى

دينا ريان, 14 اغسطس 2022

فيين أيام زمااااان لما الست أم كلثوم كانت تصدح أمام جمهورها وتقول:

أعطينى حريتى.. أطلق يداى

إننى أعطيت لم أستبق شيئا

تقمصت شخصية الكلمات طبعا، ووقفت أمام عربيتى الفارهة التى أهملتها وترتها لكل من هب ودب يقوم بصيانتها، غير عابئة ولا واضعة فى الاعتبار أنها عربة الناس الأكابر التى تنازلت هى وناسبت أمثالى من الرعاع! الذين يعشقون الرصيف وأهل الرصيف، ويندهشون وينبهرون بالتوك توك والمايكروباص والدراجة البخارية وينتظرون بفارغ الصبر ظهور وطرح السيارة الكهربائية التى على وشها تنور وعلى ضهرها تنور "كهارب" "كهارب" للاستغناء عن فاتور البنزين والزيت والذى منه.

وقفت أمامها فاتحة ذراعى كبطلة تايتنك، أغنى وأقول: اعطينى حريتى وأطلق يداى «يا فول فول» كما دعوت أن أدللها.

فإن دلالك أصبح لا يطاق، وأصبحت كالست القرفانة ممن حولك ومثل الليمونة المعصورة فى مجتمع قرفان ممن حوله، وما أن قررت أن تفتح فمها للمرة المليون، طالبة لبن العصفور الذى يأتى لها من السويد، حتى قمت بإلقاء عليها يمين الطلاق، وطردتها شر طردة من حياتى وأجلستها مهملة مع أمثالها من عربات الناس الأكابر الذين يعجزون الآن فى الاستمرار فى رعاية وصيانة عرباتهم، وتحولنا كلنا بلا فخر، إلا من رحم ربى، إلى "تاكساجية"، ركاب ورواد الأنفاق فى المتروهات، وكثيرا أوبرية، ولولا أن منطقة مصر الجديدة لم يصل إليها التوك توك بعد، لكنا أصبحنا نحن مجتمع فوزية البرجوازية من هواة التوك توكات، أحمد الله ومجتمعى الفافى الكلاس يتخلى عن قيود الرفاهية، حاصلين على حريتنا، نتصعلك فى الحياة كيفما نريد، ومتى وأينما! ربما وتحسبا مما قد يفاجئنا فى المستقبل التضخمى العولمى اللولبى الدولى، وأعطينى حريتى وأخيرا أخذتها وستطلق يداى لأحتضن مواصلات الشعب، لتنقلب الزغنية إلى "أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيلا..... إلخ إلخ".

اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

عودة الفك المفترس !!

الأكثر قراءة