اثنين فى واحد، أو حسب "الترند" داثنين بثمن واحد ونص، وحسب تفكير الرجل المستور المحروم من فسحة نهر النيل، منها توصيلة ومنها فسحة.
هذا ما أردته وخططت له وأنا أتابع دعايات التاكسى العايم أو التاكسى البحرى الذى بالتأكيد يشبه تاكسى الغرام،بعيدا ن الإشارات والزحام وكسر الإشارات والزمامير والكلاكسات.
وهنا فقط تذكرت أمى- الله يرحمها - من أكثر من خمسين عاما كانت تصطحبنى لنركب مترو "مصر الجديدة" ونصل لآخر الخط ونرجع تانى فى نفس مقاعدنا، كان المترو "مصر الجديدة" يأخذنا فى محطات الإسماعيلية وتريومف، فنشاهد الحدائق والشوارع الواسعة والكنائس العتيقة، مثل كنيسة البازيليك والصور الملكية التى تحولت إلى مدارس، لكنها حافظت على شكلها الخارجى، ثم نخوض غمار غمرة والضاهر، ورمسيس وحمام السباحة أمامه ، ويستمر التروماى كما كانت تطلق عليه "مامى" بلكنتها السكندرية، التى كانت تظهر أصلها السكندرى وسط أهل العاصمة، ونستمر فى الفسحة والمترو خالى حتى نتجاوز رمسيس لنصل إلى آخر الخط عند كورنيش النيل! وتنتهى الفسحة رايح لتبدأ راجع لا يتغير إلا التذكرة وأحيانا البيه الكمسارى لنعود لنكرر رؤية نفس المشاهد وننزل آخر خط مصر الجديدة بعد فسحة فى محطات القاهرة الرايقة، لنهبط ونشترى الآيس كريم ونتجول لنذوب فى قلوب الناس حتى نصل منزلنا وقد قمنا بفسحة معتبرة لمدة ساعة بربع قرش يا سلااام، ومن منطلق تلك الفكرة قررت أنا بعد 55 عاما القيام بتلك الفسحة، لكن عن طريق التاكسى العايم أو التاكسى النهرى الذى بدأ تدشينه هذه الأيام للذهاب به إلى صديقاتى وحبايب زمان فى المعادى!
وهى منها فسحة ومنها مواصلة بعيدا عن الزحام، لكننى فوجئت بأن هناك "أبلكيش" على برمجتع والتعامل معه مثل "الأوبر" آآآآه يانى ويالا ضيعة الأيام هذا معناه التعرض لسخرية من حولى لأننى لا أعلى كيفية التعامل مع اللى اسمه الأوبر أو كريم أو مدحت أو على، لأننى لا أفهم ولا أريد فهم أساليب العصر الحديث فى التواصل.
وبالفعل هذا ما حدث وأنا أدردش مع صديق سوبر تكنولوجى ليوبخنى قائلا: اللى يسمع كده يقول إنك ساكنة على النيل!! وكل مشكلتك فى الحياة ركوب التاكسى النهرى!!
لا أخفيكم حجم الاستفزاز الذى أصانى ورفضت البوح بأننى يمكننى ضرب عصفورين بحجر الوصول إلى محطة المعادى أو حلوان والعودة إلى التحرير، وفى انتظارى الميكروباص، ومنها فسحة ومنها توصيلة.