Close ad
آلو.. ممكن تقولى أنا فين!!

دينا ريان, 14 فبراير 2022

أكاد أموت خجلا من نفسى لأننى لا أتقن فن تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات وتقدروا تقولوا علىَّ إنى حافظ ومش فاهم!

لكن نتيجة لهذا الخجل ، اضطررت لتفويت العديد من المناسبات والمجاملات ما بين الأفراح والجنازات، لأن أماكنها بعيدة أو مجهولة (الهوية والمكان) لدى ولدى من حولى.
حتى وقعت الواقعة وكان علىَّ حضور واجب عزاء لا مفر من تجاهله، ولا أدرى لماذا افترضت حسن النية فى جيلى من الصديقات بأنهن أكثر منى دراية ونباهة وفهلوة وبدون تفكير، استعنت بصديقة لم أجربها من قبل فى الانتقالات والاتصالات والمواصلات ومعرفة خريطة الكبارى الجديدة أو القديمة والأحياء والتجمعات العصرية.
ومن مميزات صديقتى تلك أنها تعطيك من أول وهلة انطباع إنها على دراية وبثقة بكل شىء وأى شىء، وفور جلوسها بجانبى وبدون تفكير سألتها عن اتجاه الذهاب إلى دار المناسبات المنشود! وبنفس الثقة نظرت لى وقالت معرفش!!
أنا متعودة دائما أذهب بسيار أجرة أو أوبر، وأنا افترضت إنك مثلهم على دراية بالطريق؟!
حاولت السيطرة على "مكوناتى" العاطفية من مشاعر الغصب والاستفزاز والفرسة والوكسة، ووقفت بها بعربتى الطويلة العريضة مثل الفاسوخة على قارعة الطريق وأنا أبادلها نفس أسلوب الاستفزاز بأنى بالعافية أحفظ طريقى إلى منزلى والمطار ومقر عملى سابقا ومحطة القطار والباشمهندسين سابقا، قبل أن تتغير معالمها والدقى والزمالك كذلك. وبس!!
وأمام مهرجانات الزعيق والمعيق والزمامير والكلاكسات التى أحاطت بنا وجدتها تخرج الموبايل بنفس الثقة التى تفرس وتطلب رقم وتسأله عن الجهة المطلوبة؟
قائلة أنا عاوزة أروح محور المشير؟ وأخذت تكرر السؤال بصوت عال وثقة! وأمام غموض الفرسة سألتها يتكلمى مين؟
قالت العم جوجل؟ سيرد علىّ موضحا الطريق إلىالمحور إما صوتيا أو برسالة!
وانتظرنا لمدة ربع ساعة وهىتكر السؤال وتكرره، حتى قررت تركها فى السيارة لمنع نفسى من خسارة صداقتنا، وذهبت لأقرب سائق أسأله، لأجده يقول لى حددى اللوكيشن وإنت تعرفى!
أيه  اللوكيشن ده يا خويا واحد ده إزاى؟
وطبعا لأن رجل الشارع الطيب البسيط لا يريد أن يردك خائب، فإنه يجتهد معك لمعرفة الطريق، واحد ينصح بالسير على طوووول! ثم عند أول اتحاه لليمين ادخل وبعدين اسأل! التكنولوجيا فى عربيتك مثل سائقى الأوبر وكريم!
وفى كل رد أخبط رأسى فى زجاج العربة لأننى أجهل فن التعامل مع النت لتحديد اللوكيشن، تاركة صديقتى على أملها مع الأخ "جوجل" تسأله كل الأسئلة إلى محور المشير؟
وظل الوضع قائما، نصعد كوبرى ونهبط من آخر وبدعاء الوالدين وجدتنى أمام لافتة طويلة عريضة تكشف لنا اللغز وتدلنا على الطريق.
عند هذا الوضع عرفت أنه لا يكفى جلوسى أمام عجلة القيادة للقيادة، وإننى يجب علىّ أخذ كورس فى فن التعامل مع الأزرار وتكنولوجيا الأسرار لوصول إلى الطريق ومنه إلى الهدف. إننا جيل إن لم نلحق سنوضع على قارعة الطريق، كل منا يسأل آخر، وما من مجيب.
الحقيقة أنا فى تلك الحظة شعرت بأن صديقتى التى لم تترك ولم تفقد الأمل أن جوجل سيرد عليها، هى سبب من أسباب أرسلها لى الله لتخفف من مصابى وأنا فى الطريق إلى تقديم واجب العزاء.

 

اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

نعم الصناعة المحلية تستطيع

الأكثر قراءة