أغمضت عيناى وهى بجانبى تحمل عكازها، تشاور وتلوح للميكروباصات تنادى تقول:
اتنين فى واحد!
اتنين فى واحد!
كالعادة زادنى الفضول جرأة واقتربت منها وهى تخضع بندائها أول ميكروباص الذى توقف ليعاين الزبون ويتأكد من مدى جديته قائلا لها:
الدفع مسبقا
ردت والجنيهات فى يدها!
دفعتها ونظرت لى وهى تدعونى للركوب بنفس شروط الدفع والطلب ولم أملك إلا الطاعة ودفعت للأسطى عوض ثمن تذكرتين واحدة لى وأخرى للفراغ وممنوع يركب أحد بجانبى! ولا بجانبها!!
سألتها وتولى الأسطى عوض الإجابة:
ده "تريند" لا مؤاخذة!
تريند؟ سألته وأنا معجبة بثقافته وهو يؤكد ويزيدنى إبهارا.
أيوه يا داكتوره.. ترند.. حضرتك أنا باحجز لك مقعد خال بجانبك بفلوسك، وإنتى بتشترى راحتك وأنا باشترى راحة "المكرو" بتاعى، يقصد "الماكروباص"، أى الميكروباص. لما المكرو يتبغدد وبدل ما يشيل عشرين يشيل عشرة، وأحيانا خمسة، محافظ عليه واحد.
وحاخفف الحمل عشان البنزين وده الأهم، اثنين الشارع حيختفى منه المظهر غير الحضارى وده هيشجع السياحة الداخلية والخارجية يا باشا.
أنا باشتغل كده لا مؤاخذة تحت الطلب للناس التعبانة والمريضة والمرهفة والمرفهة، اللى مش طايقة زحمة على زحمة.
مش لازم نموت يا دكتورة عشان نركب تحت الطلب، إحنا تحت الطلب طالما إنتى قد الطلب.
وايوووه عتبة عتبة عتبة.