يخوض الهولندي ماكس فيرستابن والبريطاني لويس هاميلتون الصراع الأكثر شراسة منذ أعوام في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1، وتجسد هذا الصراع في مونزا بعد حادث التصادم بينهما والذي أجبرهما على الانسحاب من سباق جائزة إيطاليا الكبرى.
ووصل السائقان إلى مرحلة أصبحت خلالها النقاط والحالة الذهنية عنصرا حاسما ، حيث لا مجال للتراجع مع انطلاق الصراع بينهما داخل المضمار.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو إلى مدى سيتم التغاضي عما يحدث داخل المضمار في ظل تأهب كل منهما للقيام بأي شيء من أجل الفوز.
وقال توتو وولف رئيس فريق مرسيدس قبل معاقبة المراقبين لفيرستابن بسبب دوره في حادث التصادم "أقول أنه في كرة القدم يمكنك أن تسميها مخالفة تكتيكية".
وأضاف "كان واضحا بالنسبة لماكس أن الأمر سينتهي بالتصادم وأعتقد أننا إذا لم نتعامل مع الأمر بالشكل المناسب، فإنه سيستمر، لكني واثق من أن المراقبين سيبحثون الأمر من منظوره الصحيح".
وأشار "تعرضنا لحادث تصادم على سرعة عالية في سيلفرستون ، لدينا سيارة استقر بها الحال فوق سيارة لويس".
وختم وولف بالقول "إلى أي مدى يمكننا الذهاب؟ ربما المرة المقبلة يقع حادث تصادم على سرعة عالية وأن تصعد سيارة فوق الأخرى".
ويقام سباق جائزة روسيا الكبرى بعد أسبوعين من الآن وربما تهدأ الأمور بين السائقين حتى حلول ذلك الموعد.
وتم اعتبار فيرستابن المذنب الرئيسي في إيطاليا وستفرض عليه عقوبة التراجع ثلاثة مراكز خلال السباق المقبل ، وربما يتلقى المزيد من الجزاءات إذا قرر تحديث قطع غيار المحرك بهدف تمديد هيمنته حتى نهاية الموسم.
ويخوض فيرستابن سباق روسيا متصدرا للترتيب العام لفئة السائقين ومتفوقا بفارق خمس نقاط عن هاميلتون.
وقال هاميلتون "استمر (فيرستابن) في الضغط علي أكثر وأكثر في الناحية اليسرى ، لقد دفعني بعيدا عن الطريق مما اضطرني للاصطدام بالرصيف ، لذا تلامست سياراتينا".
وقال كريستيان هورنر رئيس ريد بول "كان حادث تسابق".
ومن غير المستبعد أن الفريقين ينظران إلى الأمور بشكل مختلف مقارنة بحادث مضمار سيلفرستون خلال سباق جائزة بريطانيا الكبرى عندما تسبب هاميلتون في اصطدام فيرستابن بالحواجز وانسحابه من السباق، حيث كان هاميلتون يلعب على أرضه في تموز/يوليو وكان متأخرا بفارق كبير عن فيرستابن في صدارة الترتيب العام وبالتالي لم يكن لديه ما يخسره.
وبالفعل نجحت مكيدة هاميلتون حيث فاز بطل العالم سبع مرات بالسباق البريطاني ليقلص الفارق مع فيرستابن في الصدارة حينها إلى ثمان نقاط.
وكان هاميلتون هو من قال "أشكر الله" على نظام هالو للحماية والذي أبقى عليه سالما بعد أن رست سيارة فيرستابن فوق سيارته.
وتقام الجولات الثماني الأخيرة من الموسم الحالي وسط صراع شرس قد يصب في أي اتجاه ، لكن الشيء الوحيد المؤكد أن الدراما ستبقى قائمة.