تعجبت وأنا أقرأ هذا التحذير على الميكروباص "لا لا لا.. لا تلومنى"، فمن أغنية عبدالحليم حافظ إلى شعار قاتل على ظهر وقفا هذا القفل الذى يشبه الثلاجة الأمريكية فى الخمسينيات والمسمى بالميكروباص، وفى أحواله العادية، وكثيرا ما يطلق عليه "الموكروباص".
إنه مثل الثلاجة الأمريكية أو علبة السمنة المربعة التى تقوم فيها الست فكيهة بغلى السمنة البلدى وفصل المورتة عنها وتوزيع السمنة البلدى على الست الهانم وسيدى البيه.
وكثيرا ما تخيلت صفيحة الملوحة وقد ذهبت باللون الأبيض وركبوا لها أربعة عجلات، وأصبحت بقدرة قادر ميكروباص لشلاطة الحنتور بتسريحة شعره السنيورة التى تشبه الجلطة من على الجانبين تخيل إن علبه الملوحة هذه التى تحولت إلى "مايكروباص" الحبايب بعد أن ركبوا لها عجلات ولطعوا عليها هذا الشعار العاطفى "لا لا لا تلومنى".
مملؤ ببشر بديلا عن السردين أو الملوحة "المالاوى" يطير فى أرجاء المعمورة، طالع كبارى، نازل أنفاق بدون حزام أمان له على الأقل.
طاير مثل عادل إمام فى مسلسل إبراهيم الطاير وجمعة الشوان، مكتفيا بالتحذير الذى لطعه على قفا علبة الملوحة المسماه "بالموكروباص".... لا لا لا تلومنى. وكيف تلومه وهو يسير إلى الأمام على سرعة 120كم فى الساعة فى طريق مسدود، ليفرمل مرة واحدة ويعود للوراء تقريبا على نفس السرعة وهو يسب ويلعن لأنه مارحش مدارس ولا اتعلم القراءة!!!
وبدأت أدندن مع شعاره وهو يركب الهوانم ثم يركب الرصيف وأنا بأعلى صوتى بالغنا وأقول: لا لا لا.. لا تلومنى.
أغمضت عيناى وتخيلت نفسى فى فيلم من أفلام الخيال العلمى أو أفلام الرعب الهوليودى وأنا أتمنى أن يصادف من يوقفه أو يتصدى له، ولكن.... لا لا لا... لا تلومنى.
الغريب كان فيه عيل بجانبى ماسك الموبايل والشاشة داخل عينيه تقريبا ولم يهتم ولم ينفزع ولم تطرف عينيه حتى أخدت أكرر الدعاء، بل كل الأدعية التى تعلمتها للركوب، "بر.. بحر.. جو" !وأعصر دماغى فى محاولة فهم مغزى شعاره الملقى على ظهره: لا لا لا.. لا تلومنى؟!
حتى وصلنا إلى مشهد النهاية المنتظر وعربة شرطة توقفه، وأنا أسجد فى أرضية المكروباص، داعية شاكرة حامدة لحل مغزى ما كتبه... لا لا لا.. لا تلومنى.