امتلأت آذاني بسماع أرقام بالملايين والألوفات وأنا جالسة القرفصاء تحت شمسية الساحل الخوص، جعلتنى أشعر أننى مفلسة.
أترك الشاطئ وأضطر لركوب "الجولف كار" الذي اتخذه أحد الشبان مصدرا للرزق من وراء أهله، يساعد به الجماعة الكبار فى السن والأطفال الذى يسكنون فى الصفوف الخلفية للقرية، ولا يتمكنون من السير إليها يوميا، فالمسافة تقطع نفس مسافة السير من ميدان رمسيس سابقا إلى ميدان التحرير!! وكله بثمنه! فالشاطئ موجود واستثمار ما وراءه مفتوح.
وأنا فى طريقى يوميا من نهاية القرن إلى بدايتها وجدت بائع الفريسكا يشاركنى نفس الوسيلة، ومثل الأتوبيسات زمان التى تبيع الأمشاط والفلايات، ها هو يبيع الفريسكا رايح جاى لركاب الجولف كار، وفين أيام واحدة فريسكا "السمسمية" أو البندقية أو الجوزية أو اللوزية أو العسل، ما كانت بخمسة قروش ثم أصبحت بخمسة جنيهات ثم تمحورت مثل الفيروس لتصبح بالعلبة وبخمسة وثلاثين جنيها!! وخمسة وخميسة سألت بائع الفريسكا وأنا أطالبه بإخراج واحدة فريسكا فقط من كل علبة، فأنا لا أريد خمسة سمسمية بل واحدة من كل نوع، وإذا به ضحك مصرا على موقفه وهو يعطيها لى على سبيل الهدية قائلا: "دى أوامر علىَّ" فتكلفة إيجار الشاطئ من 150 ألف جنيه إلى 350 ألف جنيه، وكل شاطئ بمستواه!!
وركوب "الجولف كار" له ثمنه، يتم تحميله! والمرور بين القصور والشاليهات والفيلل له أوفر تايم.. يتم تحميله!
وأخذ الشاب يعدد لى أشكال وألوان التكلفة، فوجدتنى أخرج أمام ما قاله ورقة بمائتين جنيه لزوم اللزوم، والأوفر تايم، وقررت ألا أتعاطى الفريسكا وإن حدث لا أركب الجولف كار، وإن استطعت قمت برحلة إلى الشاطئ لأجلس على البحر مرة واحدة فى الأسبوع، ويستحسن أن آخذها مشى، أى سيرا على الأقدام، أبدأ من الفجر وأصل بخطواتى الثقيلة على الظهر، وأنتظر للمغرب وأبدأ رحلة العودة فى العشاء لأصل إلى الشاليه المستأجر على الفجر!! واللى عاوز الساحل يدفع.
ما له جليم والشاطبي وأبوقير والفريسكا واحدة، وبدل الجولف كار أركب التوك توك، ومن فات قديمه تاه وضاع وفلس.