من قال إن ركوب الجمال والحمير والبغال قاصرة على منطقة الأهرامات أو حتى أسوان والأقصر.
فقد تم غزو بحار سيناء أو البحر الأحمر، بدءا من رأس سدر والعين السخنة بكل ما لذ وطاب من الخيل والماعز والخراف، لأن السياحة بعافية فى منطقة طابا، وجدتنى فجأة على شاطئ أحد المنتجعات السڤن ستارز وجها لوجه مع الجمل.
أخذ صاحبه يتمخطر به على الشاطئ بديلا عن البيتش باجى والجولف كار، ولو يعلم شباب الساحل الروش أن الجمل وهو يتمخطر بإباء وشمم على شاطئ البحر وهو يرتدى "البامبرز" مثله مثل الخيل فى الأقصر زمان، حتى لا يلوث رمال الشاطئ لاتخذوه "تريند" ولتصدر التيك توك، ولأصبح موضة الساحل هذا الصيف.
بل لاقتدت به شواطئ نيس وكان ومونت كارلو، ولدخل فى منافسة مع رياضة الغوص واكتشاف أعماق البحار والشعب المرجانية فى تلك المناطق.
نظر لى الجمل وهو يحاول تمضية وقته الضائع فى مشاهدة الأجانب والسياح المصريين الذين تهاتفوا عليه ليلتقطوا بجانبه صورا ووراءهم البحر والجبال، كأنهم فى الأهرامات أو على شاطئ نيل أسوان.
أغرانى أدبه وكرم أخلاقه وهدؤه وصبره طبعا على التقدم للمشاركة فى العملية التذكارية التصويرية بالموبايلات الإكسترا مودرن، لم أكتف بالوقوف بجانبه، لكننى قررت الركوب وكأننى أقود سفينة الصحراء فى البحار!!
وكأن الجمل قد تم برمجته، فما أن أخذت وضعية الجلوس والتصوير حتى نهض الجمل واقفا وقرر أن يتمشى بى على شاطئ البحر ليه؟ معرفش؟
كل ما أتذكره أننى أخذت أصرخ وأستنجد بصاحبه الذى اختفى ومن ورائى أطفال وأبناء السياح الأجانب والمحليين يهدأون من روعى "ما تخافيش يا تيتة" ما تخافيش يا طنط!!
وكانى فى زفة عروس بلدى بالهودج فى بدايات القرن الماضى فى أعماق الريف، ولمدة نصف ساعة الجمل يتمخطر على الشاطئ ومن ورائه الأطفال وأنا مثل السنم الناطق. أصرخ وقبل اتخاذى قرار القفز من فوقه بثوان، ظهر صاحب الجمل الذى أصر على معرفة كيف صعدت وتمشيت به لوحدى، وهو كان فى قيلولة!! ولم يقتنع إلا بعد أن دعوته بمكافأة كبيرة ليقنع الجمل بقبول اعتذارى لأننى جلست على ظهره دون إذن من صاحبه.