شيئا ما يربطني دوما برائحة أي سيارة أركبها، لا تهمني كثيرا نوع السيارة، ولاتهمني ما إذا كانت قديمة أم خرجت لتوها من المعرض، فقط كل ما يعنيني أن تكون لها رائحة مميزة.
منذ صغري وأنا مصابة بما يسمي بدوار المحركات، لذا فإن اختلاط رائحة السيارة لدي بالدوار, يجعل أحيانا ركوب سيارة غير سيارتي عملية معقدة, زوجي مدخن وبالتأكيد أجد صعوبة في ركوب سيارته لمسافات طويلة بسبب بقايا رائحة النيكوتين المختلط بكل زوايا سيارته, غير سيارتي هناك سيارة واحدة فقط يمكنني أن اركبها واشعر بالراحة تماما كما لو كنت اركب سيارتي, هي سيارة صديقتي المقربة لأنها تعلمت مني سري في الحفاظ علي رائحة سيارتها جديدة ورائعة دائما.
وبالمناسبة هي سيارة قديمة ولكنني اعشقها, ربما مبدئيا لأنها تحمل بصمتي الخاصة, وأشعر بالفخر كلما ركبها أحد أفراد أسرتي أو صديقاتي, ليست فقط لأنها نظيفة دائما, ولكن لأني أحافظ أيضا علي أن يكون لها رائحة مميزة, لا تخطئها أي أنف.
وأفخر أن هذه العربية القديمة العزيزة, نقلت ابني وهو صغير وقد سكب الحليب والعصائر عليها عدة مرات, وترك فيها بقايا البطاطس المقلية وساندويتش الهامبرجر عشرات المرات, لكنها مع كل هذه الذكريات مازلت افتخر بان من يركبها بعد عدة دقائق فقط يسألني كيف تحافظين علي رائحتها هكذا وكأنها خرجت لتوها من المعرض.
ولأني لست من نوعية النساء اللاتي يحتفظن بخبراتهن الذكية لأنفسهن, فإنني بكل سرور لا أجد أي مانع من أن أشرككن اليوم معي في خبراتي وببصمتي الخاصة لسيارتي, لكن أرجو فقط من فتيات الجيل الجديد أن لا يتهموني باني "محبكاها" إنها أسراري في الحفاظ علي رائحة سيارتي جديدة دوما, ومن أراد منهن هذه الميزة فلتتفضل.
أولا: طبعًا اعتمد دومًا علي وضع معطر جو في السيارة, وعادة ما اختار معطر برائحة محايدة, أميل إلي رائحة الحمضيات الهادئة، والتي يمكن وصفها بأنها رائحة طازجة, أتجنب المعطرات شديدة الذكورة أو شديدة الأنوثة, وطبعًا مكان وضع المعطر مهم, يجب أن يكون بقرب فتحات التكييف, حتى تتوزع في كافة أنحاء السيارة.
ولكني لا اكتفي بالمعطرات المعتادة التي اشتريها مع محطات الوقود, أيضا احتفظ في سيارتي بـ"بخاخ" صغير أحضّر فيها تركيبتي الخاصة من معطر الجو, وانثرها من وقت لآخر بقرب فتحات التكييف, أتجنب طبعا رشها مباشرة علي المقاعد والأرضية أو السقف, تركيبتي الخاصة بها القليل من عطري المفضل مع تخفيفه بالماء, وبالمناسبة عندما تجف وتزول رائحة المعطر الذي أعلقه في المرآة انثر القليل من تركيبتي الخاصة علي ورقة المعطر التي تأتي عادة علي شكل شجرة حتى أجدد رائحته.
وأحيانا عندما أمل من رائحة المعطرات الجاهزة و"بخاختي" أو افقد حاسة الشم ولا أعود اشعر بالرائحة المتجددة, أضع شمع معطر تحت المقاعد, طبعا دون إشعاله, حرارة الجو مع الشمع المعطر الهادئ الرائحة المخبئ تحت المقاعد يمنح السيارة أيضا رائحة زكية خفيفة.
ثانيا: بالنسبة لبقايا طعام أبنائي أو مخلفاتهم أيا كانت, احرص دوما علي التخلص من البقايا في سيارتي كل يوم, لا أقوم بتأجيل هذه المهمة أبدا لليوم التالي, ثم في يوم العطلة أحضر "برطمان" يحوي علي بكربونات الصودا, وانثرها علي المقاعد والأرضية وتحت فرش السيارة وبين المقاعد الخلفية, ولكني يجب التأكد من أن السيارة جافة تماما قبل نثر البكربونات, ثم اتركها لمدة ثلاث أو أربع ساعات, وبعدها استخدم المكنسة لشفط البقايا من داخل السيارة سواء المكنسة الصغيرة الخاصة بالسيارة -هي من أهم الأدوات التي احرص علي وجودها في سيارتي, أو مكنسة البيت إذا كان هناك فرصة لاستخدامها, الحقيقة أن بكربونات الصودا سحر في شفط الروائح الكريهة وليس فقط في السيارة ولكن أيضا في المنزل.
ثالثا: احرص علي الأقل مرتين في الشهر على أخذ فرش أرضية السيارة معي وأغسله بنفسي في البيت, واتركه ليجف ثم أضعه من جديد, إنها خطوة في غاية الأهمية ولا يمكن أن تقوم بها أي محطة وقود كما تقومين بها أنت بنفسك.
رابعا: ربما مرة في الشهر استخدم بخاخ خاص يحتوي علي مزيج من الخل الأبيض والماء بنسبة خمسين لخمسين, وانثره علي المقاعد والمناطق الداخلية والأسطح والزجاج من الداخل وامسح بقطعة قماش خالية من الوبر, واترك زجاج السيارة مفتوح لمدة ساعتين حتى تتبخر رائحة الخل, ولهذا المزيج أيضا اثر السحر في إضاعة أي اثر لدخان السجائر في السيارة.
رابعا: نصيحة سحرية أخري, ضعي القليل من حبوب البن الطازج المطحون في وعاء زجاجي واثقبي غطائه عدة ثقوب ثم ضعي الوعاء تحت المقاعد.ويمكنك أيضا فعل نفس الشيء باستخدام وعاء يحتوي علي بكربونات الصودا لتحييد الروائح, يمكنك أيضا استخدام الفحم ويمكن وضع قطعتين تحت مقاعد السيارة الأمامية وأيضا يمكنك وضع قطعتين في حقيبة السيارة الخلفية.
وفي النهاية اعتقد أن أي سيدة ستتبع خطتي الذكية ستحصل علي نفس النتيجة التي افتخر بها.