من كان يدرى أن هذا المنظر وتلك العربة القمامية الشكل والمحتوى، يمكنها أن تذكرنى بأغنية الست شادية الجميلة، وهى تغنى لحبيبها الصياد.. "شبك حبيبى وشبك قلبى وشبك عينى شبك".
وللحقيقة وبالتحديد وبدون تردد وبكل ثقة إننى لم أرى شبك حبيبى إلا فى الإسكندرية ماريا.
فقد طبقت المحافظة بكل جدية نظام وضع الشباك السوداء صغيرة الغرزة التى لا تترك مجال لتسرب أى شىء فوق عربات القمامة السكندرية.
مرت أمامى عربة القمامة التابعة للمحافظة وهى تضع عمودا مثل عمود السوارى، مطروح عليه شبكة الصيد، لتضم فى أحضانها كل ما لذ وطاب من قمامة المصطافين وبدون أكياس القاهرة إياها، وكأنهم استغنوا عنها، وما الجدوى منها، وبقايا القمامة محاصر تحت الشبكة المحبكة العقد، سارت تتمخطر أمام المحرومين أمثالنا من نظافة عربات القمامة
كدت أنا ورفيقاتى من شباب الستينيات نرفع أعلام الفخر ونصرخ ونقول تحيا مصر إسكندرية.. عروس البحر المتوسط، لا أنكر إننى وهن قمن بعمل جولة تفقدية فى ربوع وحوارى وأزقة العروس، فوجدنا احترام أهاليها ومسئولى محافظتها ورؤساء الأحياء للنظافة، كما يقول المثل الإنجليزى كما قال الكتاب.