اللى فيه داء.. عمره ما يسلاه!
تلك ليست حكمة ميكروباصية.. لكنها حالة أصبت بها ووصفتها خير توصيف بعد أن ضبطت نفسى أنقل دائى فى القاهرة وبالتحديد فى شوارعها وبالضبط بالضبط وراء «باصتها» التى هى أوتوبيساتها أو «مايكروباصاتها» التى هى أتوبيستها المصغرة بالإنجليزية.
فقد أصبح غرامى وتسليتى وأنا فى الشارع متابعة ما يكتب على ظهر المايكروباص أو التوك توك وقليلا الأوتوبيسات.
لا لشىء إلا لقراءة العبارات والحكم والأمثال وأحيانا أفكار هابطة لمشروع أغنية يقال عنها شعبية، لكن الذى فيها من انحطاط وإسفاف لم يوجد بعد إلا بعد تلحينه.. مثال «كوز المحبة.. إلخ» أو «أنا اللى بييجى عليه أدوسه وأصبح فى الحلم كابوسه»، وغيره وغيره من ألفاظ التهديد والوعيد لكن..
ويا ليتنا نضع خط عريض ببنط أعرض تحت كلمة «لكنىى»! لكن أن اقرأ على ظهر مايكروباصات سوهاج أو المنيا وقنا الدستور والميثاق.. فهذا ما لم يتخيله عقله!
بالطبع ليس دستور ٢٣ الذى درسناه فى التاريخ ولا لامؤاخذة الدستور الإنجليزى أو الفرنسى ولا طبعا ميثاق جمال عبد الناصر.
إنما هو بمنتهى البساطة.. أنه دستور قدماء المصريين الناس المحترمين اللى دستورهم وضعته الست آلهة الحكمة أو العدل عندهم التى تسمى «ماعت».
وهو دستور بسيط وواضح وصريح ومباشر ليس فيه فزلكة ولا مادة اثنين منبثقة من مادة ١٥٠٤ ولا حاجة من دى خالص.. بل إنك يمكن أن تسميه مجموعة من حقوق الإنسان اللى مصدعين به دماغنا الأيام دى.. وكان يطبق زمان على المواطن العادى والمواطن الرفيع المستوى حتى الملك.. وإلا لن يدخل الجنة!
جمعت عدة مقولات من دستور الست ماعت يقول ويعد:
> أنا لم أقم بإرهاب أحد.
> أنا لم ألوث ماء النيل!
> أنا لم أدنس جسدى «ألوث».
> أنا لم أخالف القانون.
> أنا لم أسرق.
> أنا لم أهدد السلام.
> أنا لم اتصرف بغوغائية «النميمة» بدون تفكير أو الفتنة إلخ إلخ إلخ.
قرأتها على العديد من وسائل النقل وكأن الشارع المصرى يحاول بعث أخلاقيات المصرى القديم.. لعل وعسى والله أعلم.