Close ad
مع ستات الواحة على التريسيكل

دينا ريان 27 نوفمبر 2017

جلست مثل الزكيبة أنا والست أم خالد والست أم عمر وأربع رضع وطفل لم يبلغ الحلم بعد! فى تريسكل يقوده «عيل» بتاع ١٢ أو ١٣ سنة بالكتير.
التريسكل هو وسيلة المواصلات الوحيدة التى تنقل نساء الواحة «سيوة» حيث يكاد يكون محظور عليهن ركوب وسائل المواصلات العادية مثل الميكروباص أو الأتوبيس.. وركبت التريسكل على رأى وركبنا على الحصان.
ودى كانت نهاية علاقتى بالاتجاهات وبداية إصابتى بالحول فى بوصلة دماغى لمعرفة الشمال من اليمن ودوخينى يا ليمونة.
قررت أن أركب «التريسكل» حتى لا افترق عن صديقات الواحة وقلت فى نفسى وما الذى سوف يجرى إذا تأخرت ساعة أو اثنين عن العودة إلى الفندق.. خاصة أن هذه كانت الفرصة الوحيدة لأسأل الستات عن أحوالهن فى الواحة.. وسر اختفاء هن صباحا مساء فى الشوارع والأسواق ولم أجرؤ على سؤالهن عن انعدام وجودهن فى الكافيهات! والسوبر ماركتات؟!

أم خالد وأم عمر صديقتاى على استحياء قلن فى نفس واحد: إذا أردت مصاحبتنا فعليك بركوب التريسكيل الذى يقوده أخى الصغير!
ظننت أن الأخ فى السادسة عشر! وهذا تجاوز كبير منى إلا أننى فوجئت بطفل قصير صغير يقولون عنه إنه أجدع سائق للنساء تريسكليا!
وركبنا على الحصان.. أقصد التريسيكل تنفسح سوا وآه يا هواء آه يا هوا.. وإذا بالطفل المعجزة يضع قدميه على البنزين وينطلق!
إذا اتجه يسارا اتجهت عربة التريسيكل المصفحة يسارا وكأننا انفصلنا عن القائد، وإذا اتجه القائد يمينا انحرفنا نحن النسوة وراءه يسارا وهكذا وكأننا فى عربة ملاهى.. سمعت ضحكاتهن من وراء الخيمة المسماة النقاب، لكن بدون فتحات للعينين أو الفم أو الأنف!
زادت الضحكات على هذا الخوف اللوزعى الذى أصبت به من تحرك التريسيكل عكس عكاس!!
كانت أتوبيسات السياحة القادمة من القاهرة والعربات الملاكى وحتى عربات الأجرة التى تشبه الميكروباص الصغير توسع لمرور أى تريسيكل ليس احتراما طبعا لأن فيها نساء! ولكن خوفا من هذا الحول الذى يصيب العربة التى لا تمشى مع اتجاهات مقدمة الموتور!!
ظننت أننى بوسعى إقامة حوار أثناء نقل صديقاتى من أهل سيوة من مكان إلى مكان، لكننى اتلهيت بفجيعة ما يحدث.. وبالتأكيد ركوب الجمال أيام الجاهلية كانت أهون، اضطررت لتأجيل الحوار لحين وصول التريسكيل وأنا أندب حظى على فقد الوجود «التوك توكى» وآآه يا توك توك الصعيد آه.. خذ تريسكلى وأعطنى التوك توك واتكلم.

اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

لا مفر أمامهم ؟

الأكثر قراءة