لست أنا بالطبع من أقولها والعياذ بالله، لكنه ميكروباصى المجنون.. الذى سافرت معه إلى المجر فى رحلة استشفاء فجن جنونه ولا حول ولا قوة إلا بالله!! مما رآه من حوله.. من زملائه فى الحياة الميكروباصية.. الأكروباتية.
لا مجال للمقارنة يا ولداه بين ميكروباصنا وميكروباصهم، فالأخير نظيف نظافة.. ما بعدها نظافة.. تقدر تقول كده فلة شمعة منورة.. لكن فى الحقيقة الجنان واحد.. فقد ركبت على سبيل المقارنة ميكروباصات أشكال وألوان فى المجر كل شىء مختلف عنا إلا جنان السائق وما أشبه المجانين فى القيادة بعضهم البعض ولا تقوللى مصرى ولا مجرى ولا حتى يابانى.
المجنون مجنون فى قيادة العربة أو الميكرو أو الباص أو الأوتو أو حتى الدراجة.
وهذا ما رأيته وأنا أركب «المجرى» الميكروباص.. الذى تديره سيدة من سيدات السياحة المجربة المشهورة فى تأجيرها لوسائل الركوب لاستخدامها سياحيا وأهمها الميكروباصات ففى موسم انعدام السياحة فى المجر تستخدم عادى فى توصيل الركاب، أما فى ذروة المواسم السياحية تتقلب الميكروباصات عقبال عندنا فى خدمة السواح ثم السواح ولعاشر مرة السواح، لكن الأخلاق واحدة.. العصبية.. الهمجية.. عدم الاكتراث عدم النظافة.. العدم يجمعنا بهم.
وقد وقعت قرعتنا فى بودابست عاصمة المجر فى ميكروباص من هذا النوع.. أخذناه بتعاقد مع «الست» صاحبة الأسطول لنعمل ما يسمى «بالسايت سيينج» أى لفة سياحية! بدون مرشد، فالبيه سواق الميكروباص هو المرشد؟!
وما أكبر الفارق بين مرشدنا المثقف خريج الجامعة يا ولداه وبين مرشدهم الذى أخذنا فى الشوارع ونحن نمسك بالخريطة.. ونتمايل فشر عربة ملاهى وطارت فى الهوا أوراقى.. وهو يشير بيمناه قائلا:«هذا هو البرلمان» ثم بيسراه وهذا هو تمثال الحرية بتاعنا! وهذه ساحة الشهداء.. وهذا هو نهر الدانوب وهذا وهذه وهذا وهباااه لف اللفة كلها فى ثلاث ساعات، كل ساعة بخمسة آلاف «فروفتا» العملة الخاصة بهم كل فرونتاية وفرونتاية يجيلها بـ 65 قرشا! يا بلاش لفينا اللفة الميكروباصية السياحية بمبلغ ضئيل.. ذكرتنى بأرخص ليالينا السياحية فى المحروسة.. التى كانت وياليتها تعود عندما كنا نستقبل أجانب وسواح ما يسمونهم بسواح الرصيف! وهو السايح المعدم.. الذى لا يملك إلا قوت يومه!! وهو ضيف طبعا وسياحيا ثقيل جدا.. جدا.. جدا.. لكننا رضينا بهم السائح المفلس والهم مرضاش بينا.. معلهش آهى المجر صديقة أيضا لا نكن لها إلا كل احترام وحب وتقدير.
وبينما أنا سواحة داخل ميكروباص السياحة فى المجر وتائهة مع الأفكار والمقارنة حتى توقف المجرى الميكروباص أجدع وقفة فى منتصف الشارع وقال: الثلاث ساعات خلصوا.. لازم تنزلوا دلوقتى وفى التو واللحظة.. وفى منتصف الطريق وإلخ إلخ، ونزلنا.. وتانى تانى راجعين لحبيبنا المصرى تانى، ومن فات ميكروباصه تاه توهة «ينى»!؟