الحمد لله أننى «انطرشت» حتى لا أسمع أصواتكم!
أقولها وأنا اقتضى بمقولة طه حسين «الحمد لله أننى أعمى حتى لا أرى وجوهكم»، عندما ثاروا عليه طلاب الجامعة فى إحدى القضايا الخلافية الدينية ووصموه بالعمى! فجاء رده هكذا!!
أما الآن فالعودة عورة «كلاكسات».. انطلقت فى هبة كلاكس واحد بدأته سيدة أنيقة.. تخيلتها من طول وقفتها معنا فى إشارة موقف السيارات العمومى الكبير المسمى بشارع غمرة! أنها تلعب «كاندى كراشى»، ولا تهتم برائحة الزحام وفى الحقيقة أنها تلقت اتصال تليفونى يبدو أنه عاجل أفقدها صوابها، فاطلقت السيدة كلاكس سيارتها الذى يشبه سارينة الإسعاف! وإذا بالمذكورين فى الشارع بدءا من أتوبيسات الحكومة مرورا بكل أنواع الركوبات من من تروسيكلات إلى موتوسيكلات إلى التوك توك، بدأوا فى إطلاق زماميرهم وكلاكساتهم متخذين من تلك المرأة مثالا يحتذى به!!
ومثل ثورة «القرود» على الجبلاية فى يوم الموز العالمى تكالبت وتسابقت كل أنواع الركوبات من تروسيكلات إلى توك توكهات، إلى فولفو إلى مرسيدس إلى على عوض إلى بطلنا القومى «الميكرو» باص إلى الملاكى الكفتة إلى الملاكى السكالانس إلى الدراجات البخارية إلى الدراجات غير البخارية فى لوحة عبثية صوتية تناغم وانسجام فشر لوحة سيريالية من لوحات بيكاسو أو لنقل لفاروق حسنى! ولكنها لا تصل إلى مزيكة حسب الله فى رقيها!!
موسيقى عشوائية غوغائية باذنجانية مرورية غير آدمية كادت تصيبنى بالطرش لولا ستر ربنا فقد أصبت به بالفعل! بعد أن فشل أطباء الأذن فى تشخيص أو علاج سببه، قائلين إنه: ضغط سلبى وراء الطبلة إلخ إلخ.
والضغط قاللى الضغط قاللى يا حلوة ياللى فى شارع غمرة!
وبالرغم من الطرش وضغط الأذن إلا أن بقايا الأصوات العالقة فى أجواء المحروسة بالقوى كادت تطرشنى مرة أخرى.
العمى واتعمينا بسبب العادمالطرش وانطرشنا بسبب الكلاكس
ناقص إيه يا شوارع مصر؟