فاكرين أغنية فؤاد المهندس وهند رستم فى أحد أفلام الأبيض والأسود وهو يغنى معاها:
«حبيبى يارقة
فاكر ولا لأه
فاكر الهوا.. لما جيه سوا
كان ده إيه ده حقه
حلم ولا علم»!
هذا ما حدث بالضبط وميكروباص الهوا الذى يمطرنا بأغانى أشبه «بالهوهوة» منها بالغناء.. يقف فى إحدى الإشارات فى شوارع الدقى العامرة وتطول الوقفة وتختلط الأصوات حاجة سكلانس وكأننا فى سيرك اختلط فيه لاعب الترابيز مع مروض الأسود مع المهرج كل شىء وارد فى تلك الإشارة الأدمية الشبيهة بوقفات كثيرة ميكروباصية فى أحياء القاهرة الراقية العتيقة من زماااان. بأثر رجعى!
استمر السيرك أقصد وقفة الإشارة كتيير أنام واصحوا وأغنية فؤاد المهندس.. حلم ولا علم؟؟ ترن فى أذناى وفى نوبة صحيان التفت تجاه صوت الهوهوة التى كنت أظنها طربا شعبيا حديثا نظام «أوخه واستيكا» وهبااااه تساءلت:
إيه ده.. حلم ولا علم؟؟ وكان ده إيه ده حقا.. حلم ولا علم!!
وقف بجانب ميكروباصنا أتوبيسا أنيقا جنجاه عليه رسوم حيوانات ظننته فى البداية أتوبيس مدرسة إنترناشيونال من التى يدفع لها «بالدولار والدوار والدردار» حقيقى الرءوس التى أراها ملونة ومزركشة ولكنها ليست رؤوس بشرية!!
إنها رؤوس كلاب!!!
صدق أول لا تصدق! ولو لم تصدق يكون أحسن.
أنه أتوبيس مخصص لتوصيل «كلاب البهوات» إلى منازل أصحابها أو بمعنى أصح أنه أتوبيس «البهوات الكلاب» الذين يذهبون إلى الحضانة أو المدرسة الخاصة بالكلاب أثناء عمل أصحابها وعودتهم فى موعد انتهاء عمل أصحابها!!
هو هو هو.. مظاهرة «الركاب الكلاب» أو الكلاب الركاب لا مؤاخذة الذين ضجوا لا حول ولا قوة إلا بالله من طول الانتظار وهم يشعرون باقتراب موعد «البريك» أو «اللانش» أو «الدينر» الذى فى انتظارهم بما يحمل ما لذ وطاب من المأكولات، لكنهم عالقين فى الطريق زيهم زى البنى آدمين المصريين هذا الجنس الغريب الصابر الحمول فوق قدرات البشر الآخر فى البلاد الأخرى أو حتى الحيوان فى بلادهم!
لكن الفارق كبير بين ميكروباصنا المخروب المفتح أبو شكمان طايش من فتحته إلى أقرب نافذة مكسورة لنشم الحياة بطعمها المؤكد.. أقول الفارق كبير بيننا وبين ميكروباص الكلاب المحكم النوافذ المكيف المعطر والأقفاص المزركشة مكان المقاعد أقفاص مبطنة بالجلد الطبيعى وزجاجات المياه معلقة وبجانبها العصير حسب مزاج الكلب الراكب. لا مؤاخذة يا بشر وتحليها بشر.
وبالرغم من ذلك إلا أن «الكلاب ولاد ال....... الأصول» معترضين على طول الوقفة وهات يا هوهوة!!!
لا انكر أننى وزملائى من الأخوة البشر بدأنا نشعر بالنخوة بعد إحساس الدنو المتأصل فينا من شدة ممارسة الانحناء الذى أصاب ظهورنا بالديسك!
ومن لغة الكلاب اتخذنا موقفا، وبالتالى لغة وبدأنا فى مبادلة الكلاب لغتهم ليتحول الميكروباصين إلى لغة الهوهوة يمكن يشعر بنا المسئولين من البهوات أصحاب الكلاب من علية القوم! وكان ده إيه ده حقه حلم ولا علم! لا يامه.. علم علم علم.. يا ريتنى كلب فى مصر فى المدرسة أو حتى الحضانة.