اتبهدلت حوادث!! وشتيمة! وقذف وسب! من اللى يسوى! واللى ما يسواش!! واللى ما يسواش، شوارع المرور المصرى كتير كتير كتير يا ولدى؟ وطولة لسان السائقين من حولك.
مهما أغقلت زجاج العربة وشغلت التكييف برغم أن الجو معتدل حتى تتفادى التقريع والتأنيب والسخرية وطولة اللسان من الصغير قبل الكبير، ومن العايب قبل الشايب إلا أن اختراق القبح ولدعة العقرب تخترق شباك العربة المقفول وتدخل فى عظامك زى السوس تنخر حتى تصل لعامودك الفقرى «الفأرى» لتصاب بمزيج من شلل الإحباط والنقمة والإهانة والمهانة حتى تعود إلى منزلك وأنت سواء كنت رجلا أو امرأة فاقد القيمة والكرامة مهان، تعبان وكأنك خارج من ماتش ردح فى إمبابة أو المدبح ونسوانه قطعوك تقطيعا بأجدعها شبشب!!
لذلك وجدت أن العودة لركوب الميكروباص أكثر قيمة واحتراما وحفظا لكرامتى وصيانة لأمنى من ركوب عربتى «الفارهة» حتى ولو معى السواق!!
وركبت الميكروباص.. واتدلع يا مدلع وطلعنا على الكوبرى وكل يوسع.. وأنا أجلس بجانب الشباك المكسور أعيش أحلى لحظات حياتى.
يا سلااام على الحرية.. والصعلكة.. تعيش.. تعيش تركب كده فى حمى سواق مضروب بشلة على خده سوابق جايز! فى فترة مراقبة جايز! بيكسر على العربيات الـx كما يسمونها أى العربات الفاخرة.. ليس له كبير.. لا يقف فى لجان! ولا يطلب منه الرخصة!! وكأنهم معروفين ومسجلين خطر!
يا سلام شوف بقه إحساسك وأنت فى حماية واحد زى ده.
تشعر كده أنك ملك الشارع.
كله يوسع.. واكسر يا بيه براحتك.
الهواء منعش.. أخرجت رأسى من الشباك المكسور تركت لطرحتى العنان لتطير وتخيلت أنها شعر الأميرة ست الحسن على بساط الريح واختلطت أميرات قصص ألف ليلة وليلة.. وفجأة طست عيناى فى عنوان إعلان كحيان من اللى متركبين بأسلوب فاحش على أعمدة نور الكوبرى.. هو نفس عنوان مقالتى الذى بدأت كتابته فى مجلتى من ١٨ عاما أو أكثر.. لم انقطع يوما عنه أبويا يموت «أنا» اكتب عمى وراه و«أنا» اكتب.
تمت سرقته ومثل السلطانية ارتدئه «لبسته» إحدى مذيعات القنوات «الكتواتية» الفضائية.. وبأجدعها صوت حيانى صرخت:«أنا اتسرقت يا رجالة.. وأنا....» لم أكمل الصرخة حتى وجدت أجدع فرملة من قائد الميكروباص يخرج من تحت المقعد سيف مثل سيف الهلالى.. يقف أمامى بحدة يسألنى: من اللى سرقك يا أستاذة؟
شاورت على صورة إعلان البرنامج المسروق من عنوان مقالتى وقلت: الست دى.. بدون تفكير بدأ يضرب الصورة حتى جابها أرضا!! ودون مناقشة!! ثم عاد واستكمل الطريق.. وأنا أفكر وأنا مازلت أفكر فيما فعله قائد الميكروباص وأهمس لنفسى «والله فكرة»!