كهارب كهربة.. على جانب!
كهربنى كهرب.. على جانب آخر!
لصاحبها.. س عبده من الوراء!
وحاملها.. أوبهة من الأمام!
زين صاحب الميكروباص عربته «المدشدشة» والرفارف المهكهة! بسلسلة لا تنقطع من الأنوار طوال السير.. ينور.. ينطبق عليه المثل.. على جنبها تنور على وسطها تنور إلخ.
أما عند الوقوف والفرملة.. تنطفىء الأنوار ويظهر شريط بالطول على باب الميكروباص يخطف بصرك.. بعد أن يفزعك كأنه ماس كهربة دخل نينى عينك أصابك بعد الشر بالعمى الحيثى.. لو جرؤت ووقفت بعربتك أو بوسيلة انتقال خلفه.
ولأننى تعبت فى الفترة الماضية من ركوب الميكروباصات بعد أن أصابتنى حالة من اللوثة العقلية المؤقتة مثلى مثل شعب الميكروباص المصرى، فقررت مؤقتا اللجوء السياسى لعربتى السوداء الفارهة وسائقها النوبى الأصيل، التركة التى ورثتها عن أبى والتى أحاول الحفاظ عليهما مع بعضهما البعض! فالأخير لا يقود إلا تلك العربة وكأنه متبرمج عليها وهى لا تتقبل أى أحد سواه!! لكن كل هذا لا يعنى أن الحاج كساب عندما وقف وراء ميكروباص المعلم كهربة فقد بصره لثوان!!
نعم!! لقد خطف نور الفرامل المعلق على باب الميكروباص بصر السائق وظل بأسلوب «بكار» يخلع نظارته ويدعك عينيه يا ولداه.
وعندما تكرر الموقف وكبرت الفضيحة فى دماغى قررت مطاردة الميكروباص حتى أرشد عليه رجال المرور وأنا على يقين أنه أكيد يسير فى شوارع المحروسة فى غفلة من زمن الانضباط والضبط والربط لرجال الأمن والمرور وتعظيم سلام.. بعد أن وضعت الحاج كساب بجانبى وتوليت أنا عملية القيادة.
بدأت المطاردة فى شوارع رمسيس على غمرة على الكاتدرائية على صلاح سالم.. إشارات تشيلنا وأخرى ترجعنا ورجال أمن نقابلهم ورجال دائما غير موجودين تاركين فوضى الركن عند العباسية وبداية جامعة عين شمس نأخذ مجراها وتخوف ركاب الملاكى الغلابة فى غابة مرور القاهرة الشبه مفتوحة والتى تذكرنى بالغابات الإفريقية المفتوحة!
وظلت المهزلة مستمرة حتى وقف ميكروباص المعلم كهربة بكل تجاوزاته الكهربائية المولعة المنورة عند إشارة مرور مدججة بحصيلة لا بأس بها من المقامات الرفيعة.. قلت فى نفسى بس.. تاهت ولقيناها ونزلت بالكاميرا الصحفية لأرصد فكاهة القبض على الميكروباص المكهرب المزركش كأنه خيمة فى مولد سيدى بعضشى!
وما أن وقفت وخرجت من العربة حتى تحرك سعادة الأمين ظننته فى خطواته الجادة ذاهبا تجاه المتهم المتحرك المكهرب وقبل أن أرفع الكاميرا وجدته أمامى يحرر لى مخالفة! تعطيل المرور واحد ترك العربة فى وسط الشارع اثنين زجاج عربتى «الفوميه» ثلاثة هل هو مثبوت فى الرخصة أم لا.. أربعة مطابقة الرخصة مع البطاقة خامسة.. وكان ناقص شهادة التجنيد وإثبات أننى أنثى!!
وطار فى الهوا شاشى ميكروباص وأنت ما تدارش يا جدع كان عندها حق سعاد حسنى.. وخللى بالك من زوزو واللى فات ميكروباصه تاه حتى ولو.