فجعنا بحادث انقلاب أتوبيس الرحلات الذى كان يحمل زهور وزهرات الشباب من طلبة كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية فى منطقة الصاعدة بنويبع، وأسفر عن تسعة قتلى، وثلاثة وأربعين مصابا خلال رحلتهم لقضاء إجازة ترويحية،
ورجحت المعاينة الأولى للخبراء فى لجنة الفحص تلف تيل الفرامل، مع انفجار الإطارات الخلفية، وهذا إن دل على شئ، فإنما يدل على مدى الإهمال والاستهتار من الشركة صاحبة الأتوبيس المتهالك، وقال شهود العيان من الطلبة المصابين إنه بعد مغادرة نويبع وفى رحلة العودة إلى «دهب» تعرض الأتوبيس لعطل مفاجئ فنزل السائق ومعه بعض الطلبة لاستكشاف الأمر، واتصل قبل وقوع الحادث مباشرة بشركة النقل المالكة وعلا صوته فى الحديث معهم وأخبرهم بأن الأتوبيس به مشكلة فى الفرامل ويبدو أنهم عنفوه فامتثل لأوامرهم، وأكمل القيادة إلى النهاية المحتومة.
ولم نكد نفيق من الصدمة حتى فجعنا بخبر آخر عن مصرع أربعة أشخاص وإصابة أربعة عشر فى انقلاب أتوبيس آخر تابع لإحدى شركات النقل على طريق أبو زنيمة رأس سدر، وتتكرر هذه الحوادث كثيرا خاصّة فى الطرق السياحية بجنوب سيناء والغردقة وتسفر عن ضحايا كثيرين من القتلى والمصابين ممّا يؤثر على النشاط السياحى الذى تتكاتف كل الجهات لإنجاحه.
نعم لا يغنى حذر من قدر، ولكن الحوادث تقع إمّا بسبب السائق أو المركبة أو الطريق، فلو بدأنا بالسائق نجد أن الفرق شاسع بين سائقى السيارات السياحية فى الماضى، ومعظمهم فى المرحلة الحالية، والمفروض أن تنتقى الشركة السائق بمواصفات معينة مثل الشكل الخارجى، والسلوك الشخصى مع التحرى عن أهله جيدا، وأن تكون أوراقه سليمة تماما فمثلا رخصة قيادة صالحة، ويتمتع بمهارة فى القيادة، وصحيفة حالته الجنائية ليس بها شائبة، وتلزمه بأن يكون مهندما يرتدى زى الشركة، وصبورا مهذبا فى تعامله مع الزبائن، وسيارته نظيفة دائما، ولا يتخطى السرعة القانونية فى القيادة واحترام الطريق، ويكون مستعدا بسيارته لاختبار الأمن والمتانة وبنفسه لاختبار تحليل الدم للكشف عن المخدرات والكحوليات.
ونرى الآن بعض الشركات تستخدم أتوبيسات متهالكة مع الاهتمام فقط بالشكل الخارجى إمعانا فى الخداع وتكون سببا مباشرا لوقوع الحوادث .. وأخيرا فإن الطريق الممهد بلا مطبات، أو بمقبات مدروسة جيدا من الأسباب الرئيسية لتجنب الحوادث، وقد تم إنشاء شبكة طرق كبيرة داخل مصر ولكن يجب على الفنيين صيانتها دائما مع التغلب على خطورة المنحنيات خاصة فى طرق البحر الأحمر وجنوب سيناء .. إذن الرقابة ثم الرقابة على السائق والمركبة والصيانة الدورية للطرق.
د.مصطفى شرف الدين