إسكندرية ماريا وترابها زعفران.. تيت توت هكذا أخذت أدندن وأنا فى طريقى إلى القبارى راكبة «الميكرو» الإسكندرنى.
ولأن طريقى يا ولدى لا يصلح إلا لتلك الركوبة التى يبدو أننى أدمنتها! فهو طريق مملوء بالبحيرات! حتى أصل إلى مطعم السمك المشهور فى «المكس»
تخيل!! بحيرات على طريق الأسفلت! كانت فى الأصل حفر.. ومن قبلها كان الطريق ممهد نص نص حتى دمرته المقطورات الجبارة والناقلات العملاقة التى تسير فيه فى اتجاهها للميناء وهيييه فين أيام الكارو ولا مؤاخذة الحمار وفصيلته من البغل إلى الجحش إلخ إلخ.
الطريق أيامها الله ينور مربعات مكعبات.. وادحرج وإجرى يا حمار كان صديقنا «على عوض» العربجى ينقل البصل بالعربة الكارو على هذا الطريق المخصص لتلك العربات، ودارت الأيام واتغيرت الركوبة ولم يتغير الطريق، لكن المكعبات والبلاطات المربعة اتسفلتت بسبب التطور الطبيعى لوسائل النقل!
ويبدو والله أعلم أن يد التطوير وقفت فى الإسكندرية التى هى المفروض ماريا عند حد كوبرى سان استيفانو ومكتبة الهانم «الإسكندرية» وجداريات الشاطئ.. ومن بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله.. ويعانى عباده من البسطاء والفقراء والغلابة.
ما علينا.. قطعت أفكارى وسلسلة وصلات الردح الداخلية فى صدرى وكيانى «دش» من الماء السماوى بيقولوا عليها «نطرة» أى مطر وفى أقل من ثانية كانت الحفر الإسمنتية على طريق القبارى وصولا إلى «المكس» قد امتلأت بما لذ وطاب من المياه الطينية.
وبيقولوا غيبوبة! ونظام إيه ده طفيتوا النار ليه؟؟ فقد وقع ميكروباصنا فى حفرة يبدوا أنها عميقة حبتين مثل الغواصة التى تهبط البحر بنصفها الأمامى، لكن ظلت مؤخرتهاأعلى سطح البحر , ومع الأسف كنت أنا ممن يجلسون فى المؤخرة.. أرى مصيرى متمثلا فى زملائى من ركاب الميكرو الأمامى بما فيهم السائق الذى أخذ يلطم ويندب ويصرخ خوفا من الغرق لأنه ما بيعرفش يعوم!!؟
إسكندرانى وما بتعرفش تعوم؟ يادى العيبة.. فيه إيه يا جماعة؟؟ تغرقوا إيه يا إسكندرانية دى مجرد حفرة كانت مطب كانت مكعب ولم يحدث لها تطوير، فمن المستحيل الغرق فيها.. لكن المستحيل حقا إن يظل المواطن السكندرى صابرا.. على هذا الطريق وغيره كثير من أيام الكارو حتى الناقلات العملاقة.. أنا مش قصدى حاجة.. أنا جاية من القاهرة أهدى النفوس، وإذا كان على العوم والغرق ومعرفة السباحة أنا معاية عوامتى جاهزة من لحظة وصولى لأننى سمعت بانتقال البحيرات المرة والبرلس وإدكو إلى الطريق السكندرى ونفس عميق خارج الأتوبيس.. واكتم لحين إنقاذك.