اسم الكريم إيه؟
محسوبك «على عوض»!
«سوجارة»؟ يقصد يصبح عليه بسيجارة!!
«وجب» كان هذا رد السواق «على عوض» ومع احترامى لمعارك التلسين و«التويترية» و«الفيس بوكية» بين بعض ما يسمونهم بالإعلاميين وإعلاميو الكلام الساخر فى برامج التوك شو، فإن اسم «على عوض» ارتبط فى قاموس الشارع والحارة بمهنة «العربجى»!؟ وكرباج ورا يا سطى ولا تسألنى لماذا؟ هكذا.
فإذا جئت تلقب أحدا وتصفه بصفة العربجى كنوع من أنواع الإهانة فإذا بك تناديه «على عوض»!! والعكس صحيح.
ويبدو أن مهنة العربجى أصبحت صفة للهمجية لأنه فى الغالب يتعامل مع البغال لا مؤاخذة والحمير وغيرها.
لا أنكر أننى عندما سمعت لقب أو اسم سواق الميكروباص هذه المرة لم أتفاءل خيرا ولكننى وضعت همى وحالى وحزنى فى كتاب اقرأه من الصوفية حتى ارتقى بواقعى المتدنى فى تلك الحياة السفلية التى تفرض علىَّ التعامل مع الشارع والمرور والسلوك المنحل العبثى بين فرق ألا والفُجر تحدى القانون ورجال القانون وانسحاب الآخرين أمام طغيان العربجية وقوتهم وسطوتهم على الشارع وبأمارة إيه «مش عارفة».
وبالرغم أننى أجدهم يقفون «أنهار» مثل الألف أو حيوان السيرك المدرب من ذوى الأربع أمام كاميرات المراقبة فى الشارع إلا أنهم فيما عدا ذلك يتعاملون مع الطريق وزملائهم فى الطريق كأنه الشارع الذى تركه المعلم حوكشة تاجر المخدرات لأولاده الصغار من تجار التجزئة! وبالطبع نحن ورجال القانون الذين ينفذونه فى الشارع نقف أمامهم كالأغراب أو المهمشين أو الضيوف غير المرغوب فى رؤية خيالهم!!
ركزت تركيز الفيل ولا تسألنى «اشمعنى الفيل» أقول ركزت فى تلك الكلمات الطائرة الصوفية مثل لا مؤاخذة البقرة فى الساقية ولا أريد أن أقول الحمار الذى يضع حاجزا على جانبى يمينيه حتى لا يرى إلا الطريق الأمامى وأخذت أقرأ أشعار الرومى الصوفى وأنا فى الشارع المفروض أنه رئيسى!
استمع إلى هذا الناى يأخذ فى الشكاية
منذ أن كان من الغاب اقتلاعى
ضج الرجال والنساء فى صوت التياعى
ابتغى صدرا يمزقه الفراق
كى أبث آلام الفراق
كلام جميل لكنه غير مناسب مطلقا لا مكانا حيث عربات «على عوض» سواء كانت ملاكى أو نقل ركاب أو بضائع أو بهائم ولا زمانا، حيث حكمت علينا الأيام أن نعيش هذا الزمان الخلطبيطة حيث القوالب والانصاص والأرباع كل حاجة نامت! واتساوت فى الأرض!
أفقت من أفكارى السوداوية على صراخ سائق الميكروباص المسمى «على عوض» وهو يفرمل فرملة دبابة تطارد العدو صارخا.. كرباج ورا يا أسطى».
لم أفق إلا وكتاب الصوفية.. والزهد وإحياء القلب وإلخ إلخ يطير فى الهواء وأنا وراءه وغريبة بعد ما كنت فى الصفوف الأولى عدت طائرة للصفوف الخلفية!! وما جعلنى أقرر أن أمسك فى رقبة على عوض أنه أخذ يضحك وهو يرى الركاب بتتعجن معلقا أن كلمة السر «كرباج ورا يسطى» عندما يطلقها لابد وأن ينظروا أى مفاجأة وقد أطلقها العربجى.. عندما رأى رجل مرور يراقب الطريق حتى يتفاداه!