دائما ما تتردد فى أذنى عبارة «أنا دبت وجزمتى نعلها داب.. من كتر التدوير على الأحباب»!!
تتردد فى أذناى وأنا أسير فى الشوارع هاربة من عربتى السنيورة الغندورة التى ما صدقت وركبتها عند سعادة البيه وكيل وزارة الشوارع والركن والأرصفة الباشا المنادى. ثم أبدا فى التفكير عن وسيلة بديلة، إما قدماى التى دابت وكعب جزمتها داب من كتر التدوير على المواصلات والاتصالات بحكم عملى ووضعى المجتمعى وأكرموا عزيز قول ذل مش عارف يتصل ولا يتواصل ولا يروج ولا يرجع إلا بعربته، والبديل استخدام تكنولوجية «الأوبر» و«كريم» و«إيزى تاكسى» وحسنة وأنا سيدك وحاجات تانية «تواصليه»، عديدة كلها معتمدة على الفيس نيس بوك ووسائل التواصل بنظام الجى بى إس، وسلامتها أم حسن فى واحدة جاهلة وكارهة وحاقدة مثلى على كل من يستخدم وسائل التواصل التكنولوجى الجديدة!
وكما قلت فى المرة السابقة من فات توك توكه تاه.. ما له التوك توك.. مافيهوش زحمة.. ولا رخصة.. ولا مخالفة ولا سحب رخصة ولا سرعة وشقلباظات.. الميكروباصات.
ووقفت فى وسط الشارع ابحث عن توك توك وظننت أنه مثل التاكسى.. أشاور وأقول تاكسى يقف التاكسى ويتأمر رايحة فين يا حاجة أو رايحة فين يا هانم حسب هيئتى وذوقه وانطباعه عنى فى وقت الزحمة أو الدنيا الرايقة!
وقفت مثلما أقف للتاكسى ومددت يدى لأقرب توك توك وناديت: برقة شديدة خرجت «توك توك» ولم يسمعنى فقد كانت أصوات معركة الكاسيت داخل التوك توك تسيطر على كافة حواس قائده اللى بعده توك توك.. وإذا به يرد علىَّ مش فاضى يا مدام معايا حمولة!! دققت النظر ووجدته فاضى.. اشفق علىَّ رجل يقف بجانبى منتظرا يمين الميكروباص الذى اعتزلته قليلا بعدما حصل ما حصل فى شقلباظ وكمية الشقلباظات التى أخذتها فى الرحلة الماضية. أشفق علىَّ وقال.. التوك له طريقة مع ركابه!
يعبى ويفرغ ثم يعود فارغا ليعبى مرة أخرى!
يعنى له موقف لازم تروجى له وتأخذى دورك!
فهمتوا حاجة؟ الغريب أننى فهمت.
وذهبت عند أقرب موقف توك توكى وركبت مع ست سمينة حبتين و.. بس!
أنا حقيقة لم اتشعلق أبدا فى أى أتوبيس أو ميكروباص أو حتى مترو؟ لكن الغريبة؟ وأنا فى التوك توك بجانب الست اللحم السمين فشر إعلان السمنة البلدى، شعرت أننى فى وضع متشعلق مع كل ميل أو مطب أو منعطف أطير بنصفى الأسفل أو العلوى فى الشارع والعربيات تزمر والستات تزغرد ولا تقوللى إسماعيل ياسين فى البحرية ولا فى فيلم لكن الصراحة راحة وصلت فى سرعة قياسية لم أبلغها بعربتى ولا بالميكروباص شقلباظ ولا بأى وسيلة فالتوك توك تكاتيكو يسير ضد الجاذبية الأرضية
ضد القانون
ضد اتجاهات المرور
ضد المنطق
ضد الحضارة
حتى ضد الفلسفة!!
ضد قوانين الطبيعة
أنها ظاهرة شرقية وهنا مصرية مائة فى المائة لابد وأن تشملها مراكز البحث وجمعيات حقوق الإنسان اللى شاغلة نفسها بغلاف اللى أتسجن وعلان الإرهابي الذى يقضى عقوبة يعينى عليه!