شهد سوق السيارات المصري في الشهر الأخير موجة واسعة من التخفيضات، حيث أعلنت علامات تجارية أوروبية ويابانية وصينية عن خفض أسعار ما لا يقل عن سبعة طرازات رئيسية وعشرات الموديلات الأخرى، بخصومات تراوحت بين 20 ألف جنيه و400 ألف جنيه، في مشهد يعكس حالة إعادة هيكلة شبه كاملة للأسعار.
سمارت الكهربائية تقود السباق
البداية كانت مع العلامة الصينية سمارت التي قادت موجة الهبوط عبر طرازيها الكهربائيين #1 و#3. فالأول تراجعت أسعاره بشكل دراماتيكي: نسخة Pure+ أصبحت 1.490 مليون جنيه بعد أن كانت 1.890 مليون، وPro+ وصلت إلى 1.840 مليون بدلاً من 2.140 مليون، بينما باتت Premium عند 1.990 مليون بدلاً من 2.290 مليون، أما النسخة الأعلى Brabus فانخفضت إلى 2.140 مليون بدلاً من 2.440 مليون. المشهد نفسه تكرر مع سمارت #3، حيث أصبح سعر Pro+ 1.990 مليون بدلاً من 2.290 مليون، وPremium 2.190 مليون بدلاً من 2.490 مليون، فيما انخفضت نسخة Brabus إلى 2.390 مليون بدلاً من 2.690 مليون. هذه التخفيضات التي تجاوزت 300 ألف جنيه في بعض الفئات وضعت السيارات الكهربائية الأوروبية في منافسة مباشرة مع الطرازات الصينية الأرخص سعراً.
نيسان تعيد سياراتها إلى المنافسة
من جانبها، خفّضت نيسان أسعار طرازاتها الأكثر مبيعاً. صني سجلت انخفاضات بين 30 و50 ألف جنيه، حيث استقر سعر الفئة مانيوال عند 645 ألف جنيه بلا تغيير، بينما أصبحت أول أوتوماتيك عند 695 ألف جنيه بعد أن كانت 745 ألفاً، والثانية عند 745 ألفاً بدلاً من 780 ألفاً، والثالثة عند 795 ألفاً بدلاً من 810 آلاف. أما نيسان سنترا فقد تلقت ضربة سعرية كبيرة بهبوط الفئة Highline إلى 899 ألف جنيه بدلاً من 1.020 مليون، لتكسر حاجز المليون وتستعيد قدرتها التنافسية بين سيارات السيدان العائلية. كما انخفضت أسعار نيسان جوك بشكل طفيف، لتبدأ من 1.075 مليون بدلاً من 1.095 مليون وتصل إلى 1.225 مليون بدلاً من 1.245 مليون للفئة N-Sport. وامتد التأثير ليشمل قشقاي بتراجعات بين 35 و55 ألف جنيه لتتراوح بين 1.464 و1.949 مليون، وإكس تريل بخصومات من 150 إلى 200 ألف لتبدأ أسعارها الجديدة من 1.999 مليون حتى 2.299 مليون.
ألفا روميو تسابق نحو التخفيض
أما ألفا روميو فقد فقدت سياراتها جزءاً كبيراً من سعرها، إذ تراجعت أسعار جوليا إلى 3.149 مليون للفئة الأولى و2.749 مليون للفئة الثانية، بعد أن كانت تتجاوز 3.2 مليون، بينما هبطت تونالي إلى 2.825 مليون و2.625 مليون حسب الفئة، فيما انخفضت ستيلفيو إلى 3.550 مليون و3.325 مليون بدلاً من 3.825 مليون و3.490 مليون على التوالي. هذه التخفيضات التي تجاوزت 275 ألف جنيه أعادت سيارات ألفا روميو لمربع المنافسة مع علامات ألمانية قوية في نفس الشريحة.
تراجعات أوبل وسيتروين وبيجو
في الفئة المتوسطة، برزت أوبل كورسا التي هبطت أسعارها إلى 1.150 مليون بعد خصم 130 ألفاً، بجانب أوبل موكا بسعر 1.390 مليون، وجراند لاند التي تبدأ من 1.850 مليون. ولم يكن الوضع أفضل حالاً بالنسبة للعلامات الفرنسية، إذ سجلت سيتروين C5 Aircross 1.590 مليون بدلاً من 1.720 مليون، وC4 Shine 1.390 مليون بدلاً من 1.550 مليون. وبالمثل، انخفضت بيجو 3008 إلى 2.050 مليون بعد خصم 150 ألف، و5008 إلى 2.285 مليون بعد خفض 140 ألف جنيه.
صدمة للعلامات الصينية
الموجة لم ترحم العلامات الصينية، بل أصابتها المنافسة المباشرة بشكل أكبر. هافال جوليان أصبحت متاحة عند 1.150 مليون بعد الخصم، وجيتور T1 سجلت 1.585 مليون بعد خفض 110 آلاف، بينما تراجعت T2 إلى 1.775 مليون بعد خصم 90 ألف. كما هبطت أسعار أيولوس هايبرد إلى 1.495 مليون بعد أن كانت 1.695 مليون، بينما جاءت أسعار GAC M Zoom بين 1.055 و1.195 مليون.
سكودا وسيات تحت ضغط
الهبوط شمل أيضاً سكودا التي خفضت سعر كاروك إلى 2.100 مليون بدلاً من 2.250 مليون، وكودياك Suite إلى 2.950 مليون بعد أن كانت 3.099 مليون، بينما جاءت أسعار أوكتافيا 2026 بين 1.700 و2.100 مليون. أما سيات، فانخفضت أسعار ليون إلى 1.147 مليون، وأرونا إلى 1.290 مليون، وأتيكا بين 1.709 و1.850 مليون، في حين هبطت إبيزا إلى 999 ألف جنيه، وكوبرا ليون إلى 1.774 مليون.
تخفيضات واسعة لهيونداي ورينو وشيري
وفي القطاع الياباني، تراجعت هيونداي إلنترا AD إلى 945 ألف جنيه بدلاً من 995 ألفاً، ورينو داستر إلى 1.150 مليون، وميجان بين 1.090 و1.290 مليون. كما انخفضت شيري تيجو 4 برو إلى 875 ألف، وتيجو 7 إلى 929 ألف. ولم تسلم السيارات الكهربائية بدورها من حرب الأسعار، إذ سجلت EQ7 الكهربائية 1.599 مليون، بينما دخلت السوق سيارات جديدة مثل IM LS7 بسعر 2.8 مليون وقوة 570 حصان ومدى 610 كم، وIM5 بثلاث فئات تبدأ من 1.9 مليون بمدى حتى 820 كم، وIM6 التي جاءت بفئتين تبدأ من 2.1 مليون وبمدى حتى 730 كم.
ماذا تحمل هذه الأرقام؟
هذا التراجع الكبير يعكس – بحسب المحللين – تغيراً هيكلياً في السوق المصري، مدفوعاً بعوامل متشابكة، أبرزها انخفاض نسبي في الدولار الجمركي مما خفّض تكلفة الاستيراد، والإفراج عن شحنات ضخمة من السيارات المحتجزة بالموانئ رفعت المعروض فجأة، بجانب دخول منافسين صينيين بأسعار شديدة الجاذبية، وأخيراً تكدس المخزون من موديلات 2024/2025 مع اقتراب نهاية العام.
ورغم أن المشهد الحالي يصب في مصلحة المستهلك الذي بات أمام خيارات أوسع وأسعار أكثر مرونة، إلا أن استمرار هذا الاتجاه مرهون بعاملين رئيسيين: استقرار سعر الصرف من جهة، وتكاليف الشحن العالمية من جهة أخرى. وفي حال بقيت المؤشرات على ما هي عليه، فإن السوق مرشح لمزيد من التصحيح التدريجي خلال الأسابيع المقبلة، ما قد يجعل من هذه الفترة واحدة من أنسب اللحظات للشراء منذ سنوات.