Close ad

بي واي دي الصينية تواصل الهيمنة على سباق السيارات الكهربائية وتتجاوز تسلا للعام الرابع على التوالي

3 اكتوبر 2025

.

رغم تسجيل "تسلا" لأرقام قياسية جديدة في مبيعاتها خلال الربع الماضي، فإن الريادة العالمية للسيارات الكهربائية بالكامل تواصل الانتقال شرقًا نحو "بي واي دي" الصينية، التي أثبتت مرة أخرى قدرتها على إزاحة الشركة الأميركية من القمة.

فخلال أربعة فصول سنوية متتالية، استطاعت "بي واي دي" أن تتفوق على "تسلا" من حيث حجم المبيعات العالمية، لتؤكد أنها لم تعد مجرد منافس صاعد، بل قوة رائدة تعيد رسم ملامح صناعة السيارات الكهربائية. وحتى مع تسجيلها أول تراجع إجمالي في المبيعات منذ 18 شهرًا في سبتمبر الماضي، لا تزال الشركة الصينية تتقدم بخطوات واثقة على منافستها الأميركية.

تفوق صيني رغم العثرات

باعت "بي واي دي" ما يقارب 390 ألف سيارة كهربائية إضافية مقارنة بـ"تسلا" في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وهو فارق كفيل بترجيح كفة الصين لأول مرة على مستوى مبيعات عام تقويمي كامل. ومع ذلك، فإن الشركة لا تواجه طريقًا ممهدًا تمامًا؛ فأسواقها المحلية بدأت تُظهر علامات فتور، وسط حرب أسعار شرسة أجبرت "بي واي دي" على خفض أرباحها الفصلية بنسبة 30% وتعديل هدف مبيعاتها السنوي إلى 4.6 مليون وحدة بدلًا من 5.6 مليون.

تسلا تحت ضغط الحوافز المنتهية

في المقابل، تبدو "تسلا" أمام تحديات لا تقل تعقيدًا. ورغم تسليمها نحو نصف مليون سيارة خلال الربع الثالث (497,099 سيارة)، إلا أن مبيعاتها تراجعت بنسبة 6% في الأشهر التسعة الأولى من العام. ومع انتهاء الحوافز الضريبية الفيدرالية الأميركية البالغة 7500 دولار، يُتوقع أن تفقد السيارات الكهربائية جاذبيتها في السوق الأميركي، ما يضع "تسلا" أمام احتمالية تسجيل تراجع سنوي في المبيعات للعام الثاني على التوالي.

إيلون ماسك نفسه اعترف بأن شركته ربما تواجه "عدة فصول صعبة" قادمة، خصوصًا مع بطء الجدوى الاقتصادية لمشروعاته المستقبلية مثل السيارات ذاتية القيادة والروبوت البشري "أوبتيموس"، التي ما زالت تفتقر إلى تأثير مالي ملموس.

المشهد العالمي: بي واي دي في الصدارة

تقديرات المحللين تشير إلى أن "بي واي دي" ستنهي العام بتسليم نحو 2.17 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات، مقابل 1.61 مليون سيارة فقط لـ"تسلا". الفارق الكبير يعكس بوضوح أن موازين القوى في صناعة السيارات الكهربائية لم تعد تحت هيمنة أميركية، بل باتت تُدار من قلب السوق الصيني.

وبينما تحاول "تسلا" الحفاظ على مكانتها عبر الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، تركز "بي واي دي" على التوسع الكمي والانتشار العالمي. النتيجة: سباق لا يزال في بدايته، لكن ملامحه تشير إلى أن العقد المقبل قد يحمل شعار "صُنع في الصين" على قمة صناعة السيارات الكهربائية.