وسط أجواء مشتعلة داخل حلبة "إكسل" في لندن، رصدت عدسة "الأهرام أوتو" لحظة حاسمة ومثيرة من كواليس سباق الفورمولا إي، حيث انطلقت أيادي فريق نيسان بسرعة ودقة متناهية لتجهيز السيارة وسط السباق، بهدف إعادتها إلى المسار واستكمال التحدي حتى النهاية.
المشهد، الذي بدا وكأنه مقتطف من فيلم خيال علمي، يُجسد السرعة، والتنسيق، والتكنولوجيا المتقدمة التي تتحكم في كل تفصيلة من تفاصيل الفورمولا إي.
وفي ظل قوانين صارمة ومنافسة لا ترحم، تُظهر هذه اللحظة كيف يُمكن لحركة واحدة دقيقة أن تُحدث فرقًا بين التتويج والخروج من السباق.
90% من السيارة موحّد.. والابتكار في التفاصيل الدقيقة
يخضع جميع الفرق والمصنّعين في بطولة الفورمولا إي للوائح فنية دقيقة، تفرض عليهم استخدام مكونات موحّدة بنسبة 90% من السيارة، وهو ما يجعل التحدي الحقيقي يكمن في التفاصيل.
تشمل الأجزاء الموحدة:
الهيكل الخارجي والديناميكا الهوائية
الشاسيه المصنوع من ألياف الكربون
نظام التعليق الأمامي والمكابح والمحور الأمامي
البطارية الموحدة بقدرة 47 كيلووات/ساعة
إطارات "هانكوك" المصممة لجميع الأحوال الجوية، تُستخدم في الظروف الحارة والباردة، الجافة والمبتلة دون تغيير
هذا التوحيد يمنح الفرق فرصة أكبر لتوجيه جهودهم نحو تطوير ما يُحدث فرقًا حقيقيًا في الأداء.
التركيز على التطوير بدلًا من إهدار الموارد
في الفورمولا إي، لا مكان للهدر في الوقت أو الميزانيات. فبدلًا من إنفاق الملايين على تجارب أنفاق الرياح أو تحسينات شكلية على الجناح الأمامي، تُركز الفرق—ومنها نيسان—على تحسين أنظمة الدفع، استجابة السيارة، وتحليل بيانات السائق بدقة.
الهدف هنا هو استخدام كل سباق كمختبر متحرك، يخدم تطوير سيارات الطرق المستقبلية، وليس فقط إحراز مراكز على الحلبة.
نظام دفع متطور.. من الحلبة إلى الطرق العامة
في قلب سيارة نيسان للفورمولا إي، يوجد نظام دفع كهربائي متكامل، يتكوّن من:
محوّل كهربائي (Inverter) لتحويل الطاقة من تيار مستمر إلى متردد
محرك كهربائي
ناقل حركة
نظام تفاضلي
المثير أن هذه المكونات نفسها تُستخدم في سيارة "نيسان ليف" المخصصة للطرق، وهو ما يجعل نقل التكنولوجيا من السباق إلى الإنتاج التجاري أمرًا مباشرًا وسريعًا.
وهو ما تُراهن عليه نيسان في استراتيجيتها "من الطريق إلى الحلبة، ومن الحلبة إلى الطريق".