في قلب العاصمة البريطانية لندن، وتحديدًا داخل حلبة "إكسل"، لا يدور الحديث فقط عن السرعة أو المناورات الجريئة، بل عن مستوى جديد كليًا من السباقات، يُعيد تعريف رياضة السيارات كما نعرفها.
هنا، حيث يُقام ختام موسم الفورمولا إي، تتحول الحلبة إلى ساحة لاختبار التكنولوجيا والقدرات البشرية في آن واحد، تحت قوانين صارمة تختلف تمامًا عن الفورمولا 1 التقليدية.
القوة الحقيقية للبطارية.. من يصمد حتى النهاية؟
من أبرز ما يميز الفورمولا إي هو الاعتماد الكامل على الطاقة الكهربائية، وهو ما يجعل استهلاك البطارية عاملًا حاسمًا قد يُحدد مصير المتسابقين.
فالمنافسة لا تُقاس فقط بعدد اللفات أو سرعة السيارة، بل بمدى قدرة السائق على إدارة طاقة البطارية بذكاء، ومعرفة اللحظة المناسبة للهجوم أو الحفاظ على الطاقة حتى خط النهاية.
الخوذة الذكية.. عندما تتكلم الأعصاب بدلًا من العجلات
في خطوة تُجسد ما يمكن وصفه بـ"الخيال العلمي"، كشفت نيسان عن تطوير خوذة ذكية متقدمة، تقوم بقياس الإشارات الدماغية للسائقين لحظة بلحظة، وتتابع التركيز والانفعالات واتخاذ القرار.
وتُستخدم هذه البيانات لتطوير أداء السائق، بل وتحسين تصميم السيارات المستقبلية بناءً على قدرات البشر العقلية والعصبية، في مزيج مذهل من التكنولوجيا والرياضة.
التجهيزات والبيئة.. لا مجال للصدفة
خلف الكواليس، تعمل الفرق ضمن أنظمة متقدمة لمراقبة الأداء، تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل كل حركة على المضمار.
حتى الجمهور، لا يعيش تجربة عادية، بل يُتاح له متابعة البيانات اللحظية من الحلبة عبر تطبيقات ذكية، بينما تراقب الفرق تحركات خصومها بالأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار المتقدمة.
ليس مجرد سباق.. بل مختبر متحرك للمستقبل
تصف نيسان مشاركتها في الفورمولا إي بأنها "مختبر فائق السرعة"، يربط بين الحلبة والطريق.
فكل تجربة تُختبر هنا، سواء في أداء المحرك أو أنظمة التحكم، تُترجم مباشرة إلى تطوير سيارات نيسان الكهربائية التي تصل للجمهور، وعلى رأسها طراز "نيسان ليف"، الذي تم بيع أكثر من 600 ألف نسخة منه حول العالم.