من على الشرفة الخارجية لحلبة "إكسل" في لندن، تتسارع السيارات الكهربائية بسرعة هائلة، وسط هتافات الجمهور وعدسات الكاميرات التي تلاحق كل تفصيلة في هذه الجولة الحاسمة من الفورمولا إي.
هنا، في ما يُعرف بالنقطة "السحرية"، يصعب التنبؤ بما سيحدث في المنعطفات العنيفة. إنها لحظات لا تتكرر، حيث تختبر الفرق أقصى حدود الأداء البشري والتكنولوجي.
16 متسابقًا في صراع محتدم.. والبطارية هي الحكم
مع دخول 16 متسابقًا إلى هذه الجولة، يصبح التحدي الأكبر ليس فقط في السرعة أو المناورة، بل في قدرة بطارية كل سيارة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
السباق، ببساطة، لا يُحسم فقط على المضمار، بل في داخل خلايا الطاقة وتحت أغطية الخوذ.
نيسان: ابتكار داخل الحلبة وخارجها
سيارة نيسان، التي يقودها السائق أوليفر رولاند، أثبتت قدرتها على الصمود والمناورة. فقد كان أوليفر مصنفا بالمركز العاشر، وها هو الآن يتصدر بمهارة لافتة.
لكن ما يميّز فريق نيسان هذه المرة لا يقتصر على الأداء فقط، بل يتجاوز ذلك إلى الابتكار العصبي والذهني.
فبحسب ما أفادت به نيسان، فقد طورت الشركة خوذة ذكية لقياس الإشارات العصبية والدماغية للسائق، تقيس بدقة نشاط المخ، مستويات التركيز، وحتى قدرات اتخاذ القرار في لحظات الضغط.
وهنا، تقول نيسان بثقة: "سائقنا في مستوى متقدم جدًا.. ونثق أننا سنخطف المركز الأول."
السباق لم ينتهِ بعد.. والنقاط تُستكمل غدًا
الجولة التي تُقام اليوم تُعد حاسمة، ولكنها ليست الفصل الأخير. إذ سيتم استكمال توزيع النقاط غدًا في آخر سباق رسمي بالموسم، ما يجعل كل لحظة في الحلبة مصيرية.
السؤال المطروح الآن: من الذي سيتمكن من استكمال السباق حتى النهاية؟ فالأمر لا يتعلق فقط بقوة السيارة، بل بقوة السائق بدنيًا وذهنيًا.