كشف تقرير حديث صادر عن شركة برنشتاين للأبحاث أن سوق السيارات الكهربائية العالمي يشهد انقسامًا متزايدًا بين الشرق والغرب، مع دخول عام 2025، حيث تواصل شركات السيارات الصينية تقدمها الكبير، بينما تواجه الشركات الغربية تباطؤًا واضحًا في الأداء والابتكار.
وجاء التقرير تحت عنوان "توقعات سوق السيارات الكهربائية لعام 2025"، ليسلط الضوء على الفجوة المتسعة بين استراتيجيات الاستثمار في الصين، مقارنةً بالولايات المتحدة وأوروبا.
استثمارات ضخمة في الصين ترفع الحصة العالمية
أظهرت البيانات أن شركات السيارات الصينية ضاعفت استثماراتها في البحث والتطوير من 2% إلى أكثر من 7% من حجم المبيعات خلال الفترة من 2017 إلى 2023، إلى جانب زيادة كبيرة في النفقات الرأسمالية لبناء تكامل رأسي وقدرات إنتاجية ضخمة.
وكانت النتيجة:
تسارع في دورات الإنتاج
تحسن ملحوظ في الجودة
انخفاض الأسعار
وبفضل هذه الخطوات، ارتفعت الحصة السوقية العالمية لشركات الصين من 14% عام 2017 إلى 27% بحلول 2025، كما تراجعت حصة العلامات التجارية الأجنبية في السوق الصينية من 55% إلى 30% خلال الفترة نفسها.
الشركات الغربية.. إنفاق مرتفع ونتائج متواضعة
في المقابل، لا تزال شركات السيارات الغربية تعاني من بطء التكيّف مع التحول نحو السيارات الكهربائية، على الرغم من ارتفاع التكاليف.
أنفقت شركات السيارات الأمريكية ما يعادل 60 نقطة أساس أكثر من المتوسط العالمي على الأبحاث والتطوير والنفقات الرأسمالية، إلا أن العوائد ظلت محدودة.
ارتفع الإنفاق من 9.6% في 2014 إلى 11.7% في 2024، متجاوزًا متوسط السوق البالغ 10.6%، لكن دون نتائج تعكس هذا الجهد.
استمر اعتماد السيارات الكهربائية في أمريكا بوتيرة بطيئة وسط تحديات مثل التكاليف القديمة والتنفيذ غير المتسق.
أما في أوروبا، فقد أدى الاستثمار المزدوج في محركات الوقود والكهرباء إلى زيادة في النفقات الرأسمالية من 9.4% إلى 10.4% بين 2010 و2024.
الاستثمار مستمر رغم التحديات.. ولكن بتوجّه مختلف
فولكس فاجن تواصل تخصيص 36 مليار يورو سنويًا للاستثمار في التحول الكهربائي.
BMW ومرسيدس-بنز تخططان لخفض الإنفاق بعد عام 2025، في محاولة للحد من الضغوط المالية.
في الصين، يُتوقع أن تنخفض كثافة الإنفاق الرأسمالي بعد فترة 2021-2024، بسبب تخمة الإنتاج والتشديد التنظيمي. لكن يظل الإنفاق على البحث والتطوير مرتفعًا مع استمرار التركيز على الميزات الذكية ودورات تطوير أسرع.
تحديات غربية وثقة منخفضة من المستثمرين
أبدت أسواق المال شكوكًا متزايدة بشأن جدوى ضخ استثمارات إضافية من الشركات الغربية، خاصة في ظل غياب نتائج واضحة في خفض التكاليف أو التفوق التكنولوجي.
وحذر التقرير من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى انخفاضات أكبر في تقييمات الشركات الغربية، إذا لم يصاحبه تحسّن حقيقي في الأداء.
الصين تطرق أبواب الغرب.. وBYD تتوسع عالميًا
من جهة أخرى، توسّعت الشركات الصينية خارج حدودها التقليدية، مع إعلان BYD عن خطط لإقامة مصانع جديدة في أوروبا وآسيا، ما يزيد من الضغط على الشركات التقليدية داخل أسواقها المحلية.