الثابت أن العناية الإلهية وقفت بشدة مع شركة نيسان، التي كادت أن تسقط في كمين يحتم ضرورة الاستدعاء الشامل لنحو مليوني سيارة، لأسباب تتعلق بفشل ذراع التحكم السفلي الخلفي في سيارات نيسان ألتيما موديلات 2013–2018، ونيسان ماكسيما موديلات 2016–2018 في أمريكا الشمالية.
وقد بدأت تفاصيل القضية، التي استمرت تحقيقاتها نحو 6 سنوات، بتلقي الهيئة الفيدرالية الأمريكية 91 شكوى، تتعلق جميعها بفشل ذراع التحكم السفلي الخلفي، ومشكلات بنظام التعليق الخلفي، قبل أن يرتفع عدد الشكاوى إلى 322 لدى الهيئة، إلى جانب 1035 شكوى أخرى داخل شركة نيسان.
حيث بدت المشكلة في استخدام فولاذ مضغوط في الذراع، ثبت أنه قابل للتشقق بفعل الضغوط اليومية، خاصة في الولايات الباردة التي تعتمد على رش الملح على الطرق لمكافحة الثلوج، مما يسرّع من تآكل هذه الأجزاء. في حين بررت الهيئة الفشل في الذراع بأنه لا يحدث فجأة، بل يسبقه تحذير واضح مثل أصوات غريبة واهتزازات، مما يمنح السائقين فرصة لاتخاذ إجراء.
ورغم اعتراف السُلطات بوجود خلل في التصميم يؤثر على نظام التعليق، فإن القرار النهائي جاء بمثابة إعلان أن "لا حاجة لاستدعاء شامل"، بعد تأكيد التحقيقات أن أنظمة المساعدة الإلكترونية في السيارة تعمل على تقليل تأثير فقدان السيطرة المحتمل إذا حدث العطل، وهو ما جعل الإدارة الوطنية الأمريكية للسلامة المرورية تقرر عدم فرض الاستدعاء الشامل على أكثر من مليوني سيارة.
نستطيع القول إن القرار جاء بمثابة طوق النجاة من كمين كارثي، كاد أن يزيد من الضغوط المالية التي تعاني منها خلال السنوات الأخيرة. ورغم ذلك، ما زال مالكو نيسان ألتيما وماكسيما يوصون بضرورة فحص الأذرع الخلفية بشكل دوري، خاصة في المناطق التي تستخدم الملح على الطرق، مع مراقبة أي أعراض غريبة في قيادة السيارات موديلات 2016–2018.
