في خطوة جريئة نحو مستقبل القيادة الذكية، أعلنت وزارة النقل الأمريكية عزمها تسهيل عملية اعتماد السيارات ذاتية القيادة بالكامل، والتي لا تحتوي على أدوات التحكم التقليدية مثل عجلة القيادة والدواسات. وتأتي هذه الخطوة لتمنح شركات السيارات والتكنولوجيا مزيدًا من المرونة في تطوير مركبات لا تشبه ما اعتدنا عليه على الطرقات.
تبسيط الإعفاءات من معايير السلامة التقليدية
وجّهت الوزارة رسالة رسمية إلى الشركات المعنية، أوضحت فيها أن الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) ستعيد هيكلة إجراءات مراجعة طلبات الإعفاء من المعايير الفيدرالية، التي تُلزم المركبات بوجود أجزاء مثل المرايا والدواسات. وتستهدف التغييرات الجديدة تقليص فترة مراجعة الطلبات من سنوات إلى مجرد أشهر.
وصرح وزير النقل الأمريكي، شون دافي، قائلاً: "لقد عرقلت عملية الإعفاء الحالية تقدم المطورين، وأوقعتهم في دوامة من الإجراءات البيروقراطية غير الضرورية، ما جعل من الصعب مواكبة وتيرة التطور التكنولوجي في هذا القطاع الواعد".
الشركة الوحيدة التي حصلت على الإعفاء
حتى اليوم، لم تنجح سوى شركة "نورو" (Nuro) في الحصول على إعفاء رسمي، وذلك لمركباتها منخفضة السرعة التي صُممت خصيصًا لنقل البضائع وليس الركاب. وتُظهر هذه التجربة مدى التعقيد الذي كان يكتنف إجراءات الإعفاء في السابق، والذي أعاق انطلاق العديد من النماذج المتطورة الأخرى.
بين بايدن وترامب.. تباين في النهج
وليست هذه المرة الأولى التي تُبدي فيها الحكومة الأمريكية رغبتها في تسهيل نشر هذه الفئة من المركبات. ففي العام الماضي، تبنت إدارة الرئيس جو بايدن مسارًا أكثر سلاسة لمنح الإعفاءات، لكن مقابل ذلك طالبت بمزيد من الشفافية من الشركات المطورة، وضرورة الإبلاغ عن الحوادث والإصابات التي تقع أثناء استخدام المركبات ذاتية القيادة.
لكن يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتخذ موقفًا مختلفًا، حيث لم تتضمن الرسالة الجديدة الصادرة عن الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أي إشارة إلى ضرورة الإفصاح عن بيانات الحوادث، ما اعتُبر تراجعًا عن قاعدة الشفافية التي وُضعت في عهد بايدن.
جدل حول الشفافية وسلامة الركاب
يرى مراقبون أن تسهيل النشر دون تعزيز الشفافية قد يُقلق المستخدمين بشأن سلامة هذه المركبات، بينما تؤكد الحكومة أنها تسعى لموازنة الابتكار مع الأمن العام، دون إثقال كاهل الشركات بقيود غير فعالة.
وبينما تتسابق شركات التكنولوجيا وصناعة السيارات نحو عالم بلا سائق، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تنجح واشنطن في تحقيق التوازن بين الابتكار والسلامة؟ أم أن غياب عجلة القيادة سيكون مجرد بداية لنقاشات أكثر تعقيدًا حول مستقبل التنقل؟