كثيرًا ما يحرص البعض عند شراء سيارة جديدة على ذبح شاة ووضع بصمات اليد الملطخة بالدم على مناطق متفرقة بصاج السيارة ، وذلك اعتقادًا منهم بأن هذا سوف يقيهم شر العين والحسد وينجيهم من الحوادث .."الأهرام أوتو" استطلعت رأي الدين في هذا الاعتقاد لدى شريحة من ملاك وقادة السيارات .
يقول الدكتور علي فخر ـ أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية لـ«الأهرام أوتو»: أن هذا التصرف المبنى على اعتقاد البعض غير جائز شرعًا ؛ لأن تلطيخ السيارة بالكفوف المملوءة بالدماء لن يقينا من شر الحسد والعين والحوادث بل الذي سيحمينا من كل ذلك هو الالتزام بالطاعات والمواظبة على المعوذات ، وسؤال الله العافية صباحًا ومسًاء ، لقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء" ؛ لكن لا مانع من أن فعل ذلك بنية شكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من نعم ، لقوله جل شأنه :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: 7]، وقول نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : "اللهم اجعلني أعظم شكرك ، وأكثر ذكرك" . لكون ذبح الذبائح وإقامة الولائم من جملة الطاعات التي يمكن للعبد أن يشكر ربه على النعم من خلالها ، ومن الأمور المندوبة شرعًا ، ومن أسباب دوام النعمة ، لذلك قالوا: "الشكر قيْدُ النعمة".
ويضيف الدكتور فخر : لهذا يجب علينا ألا ننساق وراء المعتقدات الفاسدة التي ترسخ إلى جعل هذا الفعل واجب ، لكونه ليس واجبًا أن نذبح شيء عند شراء سيارة جديدة ، أو للتي تروج لفكرة ضرورة تعليق تمائم بمرآتها الداخلية كمجسم اليد "الخمسة وخميسة" ، وغيرها ، للحماية من العين والحوادث ؛ لأن كل ذلك ليس له أصل في الشرع .