أثارت حادثة المقطم التي وقعت ـ أول أمس ـ وأسفرت عن مقتل سيدة مسنة وزوج أبنتها وإصابة ابنتها بإصابات بالغة جراء دهسهما من قبل شخص مستهتر كان يقود سيارته مخمورًا عكس الاتجاه .حالة من الغضب الغير عادية على وسائل التواصل الاجتماعي ، مما دفعتنا تلك القضية بعيدًا عن التفاصيل القانونية إلى تناولها من الناحية الشرعية ؛ والسؤال : ما حكم القيادة تحت تأثير المسكرات أو المخدرات ؟، وهل إذا أزهقت أرواحًا يعد قتل عمد ؟ .
قال الدكتور محمود مهنا ـ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ـ أن شرب الخمر يعد كبيرة من الكبائر ، والمخدرات تعد مثل الخمر ، لأن كلاهما يغيبان العقل ، لذلك لا يجوز أن يُقدم المرء على تناول أيًا منهم حتى لا يقترف تلك الكبيرة التي اقترفها هذا الجاني المخمور الذي تسبب في قتل ضحيتان بالمقطم لا ذنب لهم وهم شابًا وحماته ، أو القيادة تحت تأثير أحدهما ؛ لكونه لن يكون بوعيه و سيسير عكس الاتجاه وبسرعة جنونية وسيزهق أرواحًا ويتلف ممتلكات ، ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال :«من آذى المسلمين في طرُقهم وجبت عليه لعْنُتهم» رواه الطبراني ، وسيكون في هذه الحالة قاتل متعمد وعليه بعد الحكم عليه قضائيًا دفع دية كل من قتله وهي 100 من الأبل ـ أي ـ ما يعادل من 2 إلى 3 مليون جنيه ، سواء كان هذا القتيل مسلمًا أو مسيحيًا أو كان إنسانًا بيننا وبينه عهدًا وميثاق .
وأضاف الدكتور مهنا : لهذا يجب علينا التحلي بتعاليم الإسلام والبعد عن الكبائر والمحرمات ، وأذى الناس في الطرقات ، لأن من صفات المؤمن أنه لا يؤذي أحدًا متى سار في الطريق ، لقوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: 63] .