فى تطور جديد يسلّط الضوء على التحديات التى تواجهها شركة "تسلا" الأمريكية فى إنتاج شاحنتها الكهربائية المرتقبة «سايبرتراك» (Cybertruck)، قررت الشركة إلغاء ملحق خاص لزيادة مدى السيارة، كان من المفترض طرحه منتصف عام 2025.
وأكد ممثل خدمة العملاء بالشركة، فى تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر"، أن حزمة البطارية الإضافية لزيادة المدى لم تعد متاحة للطلب، وأن العملاء الذين دفعوا مقدمًا لحجزها – وقدره ألفا دولار – حصلوا بالفعل على استرداد كامل لأموالهم.
إلغاء بعد تأخير وتراجع فى المواصفات
وكان من المقرر أن تُطرح حزمة "مُمدد المدى" بسعر 16 ألف دولار، وتُركب داخل صندوق السيارة الخلفى، حيث تشغل نحو ثلث مساحته، لتمنح السيارة مدى سير أكبر من المدى الأساسى المُعلن.
إلا أن تسلا واجهت تأخيرات متكررة منذ إعلانها عن سايبرتراك فى 2019، وكان من أبرزها تقليص تقدير المدى الإضافى بنحو 25 ميلاً فى أكتوبر الماضى، ما زاد من شكوك العملاء. وقد بدأت التكهنات بشأن الإلغاء فى أبريل، عندما أزالت الشركة هذا الخيار من أداة تخصيص السيارة على موقعها الإلكترونى.
وعود لم تتحقق وأسعار تفوق التوقعات
عندما أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لتسلا، عن سايبرتراك قبل عدة سنوات، وعد بأن النسخة الأعلى من الشاحنة ستصل إلى مدى 500 ميل تقريبًا، بسعر 77 ألف دولار. كما روّج لفكرة أن السيارة قد تستخدم مؤقتًا كـ"قارب" لعبور الأنهار والبحيرات.
لكن الواقع جاء مختلفًا، إذ طُرحت السيارة فى الأسواق بمدى أقصاه 318 ميلاً فقط، وأسعار تبدأ من 60,990 دولارًا وتصل إلى 120 ألف دولار فى إصدارها المحدود المعروف بـ "Foundation Series".
أما عن خاصية "القارب"، فقد تبين لاحقًا أن السيارة لا تتحمل سوى عبور مياه بعمق نحو 30 سم ولمدة زمنية قصيرة فقط، أى أنها لا تؤدى الوظيفة التى روّج لها ماسك بشكل فعلى.
مشاكل تسويقية وانخفاض فى الإنتاج
ويأتى هذا الإلغاء ضمن سلسلة انتكاسات تُلاحق "سايبرتراك"، التى واجهت مؤخرًا انتقادات من بعض المستخدمين، وصلت إلى أعمال تخريب ومضايقات على الطرق ضد مالكى السيارة، بسبب مواقف ماسك المثيرة للجدل.
كما كشفت وثائق رسمية بتاريخ 20 مارس أن تسلا سلّمت أقل من 50 ألف وحدة فقط من سايبرتراك حتى الآن، فى حين أفاد عدد من العمال بأن الشركة قلّصت وتيرة الإنتاج مؤخرًا.