في ظل التوسع المتسارع في سوق السيارات الكهربائية بمصر، برزت مشكلات فنية خطيرة تتعلق بأنظمة الشحن، كان أبرزها استخدام حلول غير آمنة لعلاج عدم توافق البروتوكولات، ما أدى إلى عدد من الحوادث الفنية التي تهدد سلامة المركبات والمستهلكين، وفق ما كشفه الكاتب الصحفي هشام الزيني.
قال هشام الزيني، رئيس تحرير بوابة «الأهرام أوتو»، إن العلاج الخاطئ لمشكلة عدم توافق أنظمة الشحن بين السيارات الكهربائية المستوردة ومحطات الشحن المحلية هو السبب الرئيسي وراء عدد من الحوادث الفنية الأخيرة، وعلى رأسها احتراق أو تلف "بوردة" الشحن الداخلية في عدد من السيارات.
وأوضح الزيني، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج «يحدث في مصر» على قناة MBC مصر، أن السوق المصرية شهدت مؤخرًا انتشارًا كبيرًا للسيارات الكهربائية العاملة ببروتوكول الشحن الصيني، رغم أن أغلب محطات الشحن في مصر تعتمد البروتوكول الأوروبي، وهو ما خلق فجوة تقنية خطيرة.
وأضاف أن كثيرًا من الشركات والمستهلكين لجأوا إلى استخدام محولات "غير معتمدة أو غير فعّالة" لتوصيل السيارات الصينية بالشواحن الأوروبية، في محاولة للتغلب على اختلاف البروتوكولات، لكن هذه الحلول لا توفر الحماية الكهربائية الكافية، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة وحدة الشحن، أو تلفها بشكل كامل، وقد يصل الأمر إلى نشوب حرائق في بعض الحالات.
وأشار الزيني إلى أن أكثر من 70% من السيارات الكهربائية في مصر تعمل بالبروتوكول الصيني، وغالبيتها دخلت عن طريق الاستيراد الشخصي وليس عبر الوكلاء الرسميين، ما ساهم في تجاوز اختبارات المطابقة مع البنية التحتية المحلية للشحن. وأكد أن الجهات المختصة لا ترفض دخول هذه السيارات طالما أن المقود على اليسار، حتى إن لم تكن متوافقة مع أنظمة الشحن المحلية.
ودعا الزيني إلى ضرورة تدخل عاجل من الجهات المعنية لوضع معايير صارمة لاستيراد السيارات الكهربائية، بما يضمن توافقها مع بروتوكولات الشحن الآمنة، إلى جانب تحديث البنية التحتية لتدعم العمل بكلا النظامين (الصيني والأوروبي)، مع فرض رقابة على المحولات والمكونات المستخدمة لتفادي الكوارث.
واختتم الزيني تصريحاته بالتأكيد على أن السلامة لا يجب أن تكون محل اجتهاد أو تجارب، مشيرًا إلى أن العلاج الخاطئ قد يكون أكثر خطورة من المشكلة نفسها، وعلى الدولة أن تتحرك سريعًا لتجنب تكرار هذه الحوادث التي قد تزداد مع تزايد أعداد السيارات الكهربائية في الشوارع المصرية.