في خطوة مبتكرة قد تحدث ثورة في عالم السيارات الكهربائية، تعتزم الشركات الصينية توسيع نطاق استخدام محركات مدمجة بالوقود بهدف زيادة استقلالية المركبات الكهربائية. ورغم تردد بعض السائقين في التحول إلى السيارات الكهربائية بسبب القلق من نفاد البطارية، تطرح الصين طرازات مبتكرة قد تغير قواعد اللعبة.
"مُوسِّعات المدى" تثير التساؤلات
في معرض شنغهاي للسيارات، كشفت شركات صينية عن طرازات جديدة من السيارات الكهربائية المجهزة بتقنية "موسعات المدى" (EREVs)، التي تتيح للسيارات الاستمرار في القيادة لمسافات طويلة باستخدام مولّد صغير يعمل بالبنزين. هذا المولد لا يُشغّل العجلات مباشرة، بل يقتصر دوره على شحن البطارية عند الحاجة فقط، مما يسمح للسيارة بالعمل بنسبة 100% بالكهرباء مع استهلاك البنزين فقط عند الحاجة.
من أبرز الطرازات التي تم عرضها في المعرض سيارة يانغوانغ U8 الرياضية الضخمة وإكسيد إي تي التي تُخصّص للتصدير، واللتين تم الإعلان عن أن استقلاليتهما تتجاوز 1000 كيلومتر.
مستقبل "المركبات الكهربائية الهجينة" في الغرب
هذه التقنية، التي شهدت نموًا قويًا في الصين خلال عام 2024، تجد طريقها إلى الأسواق الغربية. ففي أوروبا، أعلنت شركات مثل "فولكس فاغن" و"ستيلانتيس" عن خطط لإطلاق سيارات كهربائية مزودة بنفس التقنية في الولايات المتحدة وأوروبا. ويعتبر الرئيس التنفيذي لـ"فولكس فاغن" أن هذه الطرازات ستكون حلاً فعّالًا لخفض تكلفة التحول إلى السيارات الكهربائية، ما يساهم في زيادة قبول السائقين للسيارات الكهربائية.
وفي ظل المعايير الأوروبية التي تهدف إلى التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية بحلول 2035، تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه السيارات الهجينة القابلة للشحن ستجد مكانها ضمن هذه التوجهات.
الاستقلالية والاقتصاد: تحديات وحلول
تتمثل إحدى المزايا الرئيسية لهذه السيارات الهجينة في أنها توفر استقلالية أطول مقارنة بالسيارات الكهربائية التقليدية. وفقًا لشركة ماكينزي، يمكن للسيارات المزودة بتقنية موسعات المدى قطع حوالي 240 كيلومترًا باستخدام الطاقة الكهربائية بالكامل، بتكلفة أقل بنحو 3000 دولار مقارنة بالسيارات الكهربائية التقليدية.
من جانب آخر، يرى الخبراء أن هذه الطرازات قد تلعب دورًا رئيسيًا في السوق الأمريكية، حيث تلبّي احتياجات السائقين الأمريكيين الذين يقطعون مسافات طويلة ويستخدمون سياراتهم في سحب القوارب أو المعدات الثقيلة.
هل هي بداية جديدة؟
بينما تواصل الصين تطوير هذه التقنية، يظل المستقبل مفتوحًا. قد نجد في المستقبل القريب أن المركبات الكهربائية الهجينة تصبح جزءًا من الحلول الانتقالية نحو عالم خالٍ من الانبعاثات، خاصة إذا تم منحها استثناءات من بعض اللوائح البيئية، كما طالبت بعض الدول الأوروبية.