في زمن أصبح فيه اقتناء سيارة جديدة مغامرة مالية بامتياز، يبحث المصريون اليوم عن المعادلة الذهبية بين الأداء والسعر والاعتمادية، ومع تقارب أسعار السيارتين ستروين C3 وميتسوبيشي إكسباندر في السوق المحلي، باتت المقارنة بينهما أمرًا لا مفر منه... ولكن، هل المقارنة عادلة حقًا؟ أم أن لكل منهما جمهوره الخاص؟
ميتسوبيشي إكسباندر 2022: عنوان العائلة الكبيرة
عندما تنظر إلى ميتسوبيشي إكسباندر، أول ما يخطر في بالك هو المساحة. فهي السيارة التي تخاطب الأسر المصرية الممتدة، التي تحتاج إلى سبعة مقاعد فعلية، لا مجرد رقم على ورق. تصميمها الخارجي محافظ لكنه قوي، خطوطها بسيطة لكنها توحي بالثبات، أما في الداخل فهناك مساحة رحبة تُشعرك وكأنك في صالون متنقل.
الميزة الأكبر في الإكسباندر هي سعة الركاب وقدرتها على تلبية متطلبات الاستخدام اليومي والسفر العائلي. محركها 1500 سي سي بأربعة سلندرات، ينتج 104 حصانًا، وهو مناسب للقيادة الهادئة داخل المدن وعلى الطرق المفتوحة، لكنه لا يعد بأداء رياضي أو تسارع لافت. ناقل الحركة الأوتوماتيكي ذو الأربع سرعات لا يُعد من أنظمة النقل المتطورة، لكنه عملي وذو تكلفة صيانة منخفضة.
تأتي الإكسباندر مزوّدة بوسائل أمان أساسية مثل الوسائد الهوائية ونظامي ABS وEBD، إلى جانب كماليات مثل شاشة تعمل باللمس، كاميرا خلفية، ومرايا كهربائية. ولكن بالرغم من هذه التجهيزات، قد يشعر البعض بأنها تفتقر إلى "اللمسة الذكية" التي باتت مطلبًا في فئتها السعرية.
ستروين C3 موديل 2022: سيارة المدينة الذكية
أما ستروين C3، فهي قصة مختلفة تمامًا. هذه السيارة لا تخاطب العائلات الكبيرة، بل تستهدف من يقود يوميًا داخل الزحام، من يقدّر التكنولوجيا، ويعشق الخطوط الأوروبية الأنيقة. إنها سيارة تليق بالأشخاص الذين يبحثون عن شخصية مميزة خلف المقود.
مزودة بمحرك تربو سعة 1200 سي سي بثلاثة سلندرات، يولّد 109 حصانًا مع عزم دوران يصل إلى 205 نيوتن/متر، ما يمنحها خفة وانسيابية على الطريق، وتسارعًا أفضل من منافسين أكبر حجمًا. ناقل الحركة الأوتوماتيكي من 6 سرعات يضفي عليها لمسة من الحداثة والتحكم، يجعل القيادة سلسة ومريحة، حتى في الزحام.
وتتفوق C3 في تجهيزات الأمان والتكنولوجيا، حيث تضم نظام الثبات الإلكتروني، حساسات الركن، تحذير الخروج عن المسار، مثبت سرعة، وحساسات للضوء والمطر. هذه ليست مجرد كماليات، بل عناصر أساسية تزيد من راحة السائق وثقته.
لكنها في المقابل تعاني من نقطة ضعف جوهرية: المساحة. المساحة الداخلية والخلفية، وكذلك سعة الشنطة، لا تلبي احتياجات من يحمل عائلة أو أمتعة بصفة دورية. هي سيارة صُممت لتكون ذكية أكثر من أن تكون رحبة.
في السوق المصري... من يربح الرهان؟
مع تقارب السعر بين السيارتين — حيث تصل ستروين C3 إلى حوالي مليون جنيه، وتزيد إكسباندر بحوالي مئة ألف فقط — يواجه المشتري سؤالًا صعبًا: هل أختار الرحابة أم الذكاء؟ هل أبحث عن مساحة لـ 7 ركاب، أم عن متعة القيادة الحديثة؟
إكسباندر تراهن على الجانب العملي، بينما C3 تراهن على التكنولوجيا والانسيابية، وكلتاهما تملك جمهورًا مستعدًا للدفع من أجل ما تقدمه. لكن، ومع الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار الصيانة والوقود، قد تميل الكفة لمن توفر استهلاكًا واقتصادًا أكبر على المدى الطويل.
أيهما تشتري؟
إذا كنت صاحب أسرة كبيرة، تعتمد على سيارتك للسفر والتنقل الجماعي، فميتسوبيشي إكسباندر تظل خيارًا مضمونًا. أما إن كنت فردًا أو زوجين شابين، تقودان يوميًا داخل المدن وتبحثان عن سيارة "تفهمك"، فإن ستروين C3 ستمنحكما تجربة قيادة أكثر عصرية وأناقة.
في النهاية، ليست الأفضل هي الأغلى، ولا الأرخص دائمًا هو الأنسب. الأفضل هو ما يناسب نمط حياتك، واحتياجاتك اليومية، وقدرتك على الاستثمار طويل الأمد. السيارة لم تعد مجرد وسيلة نقل... بل أصبحت شريك حياة.