في ظل التوسع الكبير الذي تشهده مصر في صناعة السيارات، يبدو أن أسعار المركبات في 2025 ستشهد تراجعًا كبيرًا، حيث تعمل الدولة على تعزيز الإنتاج المحلي من خلال إنشاء مصانع جديدة وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يرفع حجم الإنتاج ويزيد من المعروض بالسوق، وهو ما سيؤدي إلى خفض الأسعار وتحقيق تنافسية أكبر.
استقرار الأسعار في 2025 بشروط
توقع علاء سبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، أن أسعار السيارات خلال عام 2025 ستكون مستقرة إلى حد كبير، ما لم تحدث تغيرات مفاجئة في سعر الصرف أو اضطرابات في سلاسل التوريد.
وأوضح أن زيادة الإنتاج المحلي من قبل الشركات الصينية والعالمية، التي بدأت مصانعها الجديدة في العمل، ستسهم بشكل كبير في استقرار الأسعار، مع احتمال انخفاضها تدريجيًا.
وأضاف سبع خلال لقاء تلفزيوني أن التنافسية المتزايدة بين العلامات التجارية ستجعل الأسعار أكثر عدالة، خصوصًا مع التراجع الملحوظ في القوة الشرائية للمستهلكين.
وأشار إلى أن الأسعار حاليًا تعتمد على سعر صرف 50 جنيهًا مقابل الدولار، ولكن مع التوسع في الإنتاج المحلي، قد نشهد انخفاضًا ملموسًا.
حجم الإنتاج المحلي يضاعف التنافسية
تعمل مصر على استقطاب استثمارات ضخمة في قطاع السيارات، عبر تقديم حوافز اقتصادية وشراكات مع القطاع الخاص، مما يدفع المصانع إلى زيادة الإنتاج. وتعتبر الموديلات الجديدة المنتجة محليًا عاملاً رئيسيًا في تحقيق استقرار الأسعار وتوفير سيارات بجودة عالية تلبي احتياجات السوق المحلي.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التوسع في:
1- زيادة فرص العمل في القطاع الصناعي، مما يدعم الاقتصاد المصري.
2- خفض الفاتورة الاستيرادية من خلال تقليل الاعتماد على السيارات المستوردة.
3- تحقيق نمو في الصادرات مع زيادة الإنتاج المحلي للسيارات المطابقة للمواصفات العالمية.
أبرز العلامات التجارية المنتجة محليًا في 2025
إم جي الصينية – مصنع أكتوبر باستثمارات 135 مليون دولار
أعلنت مجموعة المنصور للسيارات عن استثمارات بقيمة 135 مليون دولار لإنشاء مصنع جديد في المنطقة الصناعية بمدينة أكتوبر الجديدة، لإنتاج سيارات إم جي بنسبة مكون محلي تزيد على 45%.
جيلي الصينية – استثمارات 100 مليون دولار
بدأت أوتو موبيليتي استثمارات جديدة بقيمة 100 مليون دولار لإنتاج سيارات جيلي في مصر، بطاقة 10 آلاف سيارة سنويًا، مع نسبة تصنيع محلي تبلغ 45%.
بروتون الماليزية – مجمع صناعي باستثمارات 50 مليون دولار
أطلقت مجموعة عز العرب – السويدي مشروعًا مشتركًا لتصنيع سيارات بروتون في مصر، بطاقة إنتاجية أولية 40 ألف سيارة سنويًا، ومن المقرر أن يصل الإنتاج إلى 80 ألف سيارة سنويًا بحلول 2027.
إكسييد الصينية – إنتاج 3000 سيارة سنويًا
تقوم الشركة المصرية الألمانية للسيارات (إجا) بتصنيع سيارات إكسييد في مصنعها بمدينة السادس من أكتوبر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3000 سيارة سنويًا.
شيفروليه أوبترا – جنرال موتورز مصر
بدأت جنرال موتورز تصنيع سيارات شيفروليه أوبترا محليًا، باستثمارات تفوق 20 مليون دولار، حيث تطرح سيارات بأسعار تنافسية تبدأ من 725 ألف جنيه.
مستقبل صناعة السيارات في مصر حتى 2025
تتوقع تقارير السوق أن حجم الإنتاج المحلي للسيارات سيشهد قفزة نوعية حتى نهاية 2025، مع توقعات بإنتاج:
بروتون: 5000 سيارة
بايك: 20 ألف سيارة
نيسان: 17 ألف سيارة
النصر للسيارات: 20 ألف سيارة
إكسيد: 3000 سيارة
جيلي: 10 آلاف سيارة
شيفروليه أوبترا: 20 ألف سيارة
وتهدف الدولة إلى رفع الإنتاج المحلي إلى 500 ألف سيارة سنويًا بحلول 2030، مع زيادة نسبة المكون المحلي إلى 80%.
تحديات قطاع السيارات في مصر
رغم هذه الإنجازات، لا تزال هناك تحديات تواجه قطاع السيارات في مصر، مثل:
ضوابط الاستيراد الصارمة التي أثرت على المعروض.
البنية التحتية غير الكافية للسيارات الكهربائية، حيث لم يتجاوز عدد السيارات الكهربائية المرخصة 10 آلاف سيارة حتى ديسمبر 2024.
تذبذب سعر الصرف الذي قد يؤثر على تسعير السيارات المستوردة.
السيارات الكهربائية.. مستقبل الصناعة المصرية؟
مع التوجه العالمي نحو التحول إلى السيارات الكهربائية، تسعى مصر إلى تعزيز هذا القطاع عبر برنامج AIDP الوطني لتنمية صناعة السيارات، والذي يهدف إلى:
زيادة الإنتاج المحلي من السيارات الكهربائية.
تطوير البنية التحتية لمحطات الشحن.
رفع حصة السيارات الكهربائية في السوق المصري تدريجيًا.
هل نشهد انخفاضًا فعليًا في أسعار السيارات؟
مع التوسع الكبير في الإنتاج المحلي وزيادة المعروض، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى استقرار أسعار السيارات وربما انخفاضها. ومع ذلك، فإن مدى تحقق هذا الانخفاض يعتمد على عوامل أخرى مثل استقرار سعر الصرف، توفر المواد الخام، ومدى تطور القدرة الشرائية للمستهلكين.
إذا استمرت الحكومة في دعم الاستثمار في صناعة السيارات المحلية وتوفير حوافز لجذب الشركات العالمية، فمن المرجح أن نشهد نقلة نوعية في هذا القطاع، مما يمنح المستهلكين المصريين خيارات أكثر بأسعار تنافسية.