تواجه صناعة السيارات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة مرحلة من التباطؤ الملحوظ، حيث أوقفت العديد من الشركات اختبارات المركبات المستقلة على الطرق العامة، وفقًا لبيانات حديثة صادرة عن إدارة المركبات الآلية في كاليفورنيا.
انخفاض حاد في عدد الأميال الاختبارية
كشفت البيانات أن إجمالي الأميال المقطوعة لاختبار السيارات ذاتية القيادة في عام 2024 بلغ 4.5 مليون ميل، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 50% مقارنة بالعام السابق. كما سجلت الاختبارات التي تتم بدون سائق انخفاضًا حادًا بنسبة 83%، حيث تراجعت من 3.26 مليون ميل في 2023 إلى 552.895 ميلًا فقط في العام الماضي.
أسباب التراجع وغياب الشركات الكبرى
تعكس هذه الأرقام تقلص عدد الشركات العاملة في هذا المجال، حيث شهدت الصناعة انسحاب بعض اللاعبين الكبار، مثل شركة "كروز" التابعة لجنرال موتورز، التي علّقت عملياتها بعد إيقاف تصاريحها في أكتوبر 2023 ولم تعد لاستئناف الاختبارات في كاليفورنيا. كما تراجعت شركة "وايمو"، التابعة لألفابت، عن الاختبارات لصالح تعزيز عملياتها التجارية في مدن مثل سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس.
تقلص عدد التراخيص الجديدة
شهدت السنوات الثلاث الأخيرة انخفاضًا في عدد التصاريح الجديدة التي تمنحها إدارة المركبات الآلية لاختبار السيارات ذاتية القيادة مع وجود سائق أمان. ففي عام 2022، تم منح أربعة تصاريح جديدة، بينما تقلص العدد إلى تصريحين فقط في 2023، ليصل إلى تصريح واحد فقط في 2024. واليوم، تمتلك 31 شركة تصاريح للاختبار، لكن 11 شركة فقط أجرت اختبارات فعلية على الطرق خلال العام الماضي، في حين توقفت تسع شركات عن الاختبار كليًا.
شركات كبرى خارج التجارب
لم تسجل "تسلا" أي أميال اختبارية ذاتية القيادة خلال الفترة الماضية، وفقًا للتقرير، بينما لا تزال ست شركات فقط، من بينها "AutoX" و"Nuro" و"WeRide" و"وايمو" و"Zoox"، تحتفظ بتصاريح اختبار السيارات المستقلة.
تباين بين الطموحات والواقع
يتناقض هذا التراجع مع الضجة التي صاحبت المركبات ذاتية القيادة قبل سنوات، عندما تدفقت استثمارات ضخمة إلى هذا القطاع. على سبيل المثال، جمعت شركة "Wayve" مليار دولار في مايو الماضي، بينما حصلت "وايمو" على استثمارات بقيمة 5.6 مليار دولار في نوفمبر. ومع ذلك، فإن التحديات التقنية، والمخاوف التنظيمية، وحوادث السيارات ذاتية القيادة، أدت إلى تراجع الطموحات، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه التكنولوجيا في السنوات المقبلة.
