يبدو أن صناعة السيارات في العالم قد تشهد كثيرًا من المفاجآت المدوية خلال العام الحالي، بعد أن أكدت تقارير قرب استحواذ الصين على مصانع شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس واجن بمدينة نانجينج شمال غربي شنجهاي الصينية.
المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن مجموعة فولكس واجن تعاني من أزمة مالية ضخمة، وصلت إلى حد أن مسؤولين بالشركة حذروا في الخريف الماضي من أن صمود العلامة التجارية قد لا يستمر لأكثر من عامين، تبعها بأيام قليلة إعلان الشركة عن خططها لإغلاق مصنعين في أوروبا.
التراجع الكبير لفولكس واجن في الصين يعود بشكل محدد إلى النمو البطيء لسوق السيارات الكهربائية، فضلًا عن تراجع مبيعات العلامة التجارية في السوق الصيني بنسبة وصلت في العام الماضي إلى نحو 8.3%، في مقابل تفضيل الصينيين للعلامات التجارية المحلية التي تشهد طفرة تكنولوجية كبيرة، فضلًا عن الأسعار التنافسية المميزة.
يمكن القول إن تطلع صناعة السيارات الصينية للاستحواذ على مصانع فولكس واجن القديمة لم يأتِ اعتباطًا، بل خطوة من شأنها أن تمنح الصين موطئ قدم داخل الحدود الألمانية، فضلًا عن أن تكييف الموقع الحالي للمصنع قد يوفر كثيرًا من الوقت والأموال على الصين، مقارنة بإنشاء مصنع جديد، علاوة على الميزة السعرية للمصنع، الذي يجمع الخبراء أن بيعه قد يكون أقل تكلفة من إغلاقه.
كما إن فرض المفوضية الأوروبية رسوما جمركية تصل إلى 37% على بعض السيارات الصينية المستوردة قد جعل طوكيو أكثر حرصًا على تحويل بعض الإنتاج إلى أوروبا، والدفع بشركات مثل "بي واي دي" للتخطيط لإقامة مصانع في المجر وتركيا، في الوقت الذي تعمل فيه شركتا "ستيلانتيس وليب موتور" معًا على بناء السيارات في بولندا، وبدء شركة "شيري" هذا العام في ضخ سيارات من موقع نيسان القديم في إسبانيا.