حققت شركة "BYD" الصينية إنجازًا عالميًا جديدًا في سباق السيارات الكهربائية، متجاوزةً منافستها الأمريكية "تسلا"، التي كانت دومًا الأقرب للتربع على القمة. ووفقًا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، ارتفعت إيرادات "BYD" خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 24% على أساس سنوي، لتصل إلى 201.1 مليار يوان (28.2 مليار دولار)، متفوقة على إيرادات "تسلا" البالغة 25.2 مليار دولار في نفس الفترة، رغم أن أرقام "BYD" جاءت أقل من التوقعات.
إنجازات غير مسبوقة في عالم السيارات الهجينة
لم تكتفِ "BYD" بتصدر قائمة مبيعات السيارات الكهربائية، بل وسّعت نطاق تفوقها عبر بيع 1.12 مليون سيارة كهربائية وهجينة في الربع الأخير، محققة صافي دخل قياسي بلغ 11.6 مليار يوان، ما يمثل زيادة بنسبة 11.5%. وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بلغ صافي دخل الشركة 25.2 مليار يوان، على إيرادات إجمالية قدرها 502.3 مليار يوان.
وفي خطوة مبتكرة، كشفت الشركة عن مجموعة جديدة من أنظمة النقل الهجينة، التي تتيح للمركبات قطع مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة الشحن أو التزود بالوقود، ما يعزز موقعها الريادي في الابتكار التكنولوجي.
التوترات التجارية بين الصين وأوروبا
مع تصاعد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية القادمة من الصين. ومع ذلك، تستمر "BYD" في خططها التوسعية العالمية، مستثمرة مليارات الدولارات في منشآت إنتاجية بأوروبا، آسيا، وأمريكا الجنوبية، لتجاوز العقوبات التجارية وتلبية الطلب العالمي المتزايد.
الشركة تعمل بالفعل في مصانع ببلدان مثل تايلاند، المجر، البرازيل، وتركيا، وتسعى لتعزيز قدراتها التصنيعية لتلبية خططها الطموحة، التي تتضمن بيع 4 ملايين سيارة هذا العام.
موسم قوي يدعم الأرباح المستقبلية
توقعات الخبراء تشير إلى أن الربع الأخير من العام سيكون الأكثر إشراقًا لـ"BYD"، حيث يُعد موسم نهاية العام فترة رئيسية للشراء. ومع استمرار الدعم الحكومي في السوق الصيني، قد تصل مبيعات الشركة إلى 500 ألف وحدة شهريًا بحلول نوفمبر، وفق تقديرات "سيتي بنك".
تهديد واضح لعمالقة الصناعة التقليدية
مع استمرار نموها السريع، تمثل "BYD" تهديدًا متزايدًا لشركات السيارات التقليدية مثل "فولكس واجن"، "فورد"، "ستيلانتيس"، و"جنرال موتورز"، التي تواجه تحديات كبيرة في تحقيق الربحية خلال انتقالها إلى المركبات الكهربائية. وفي الوقت نفسه، تراجعت "مرسيدس" عن المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية، ما يبرز قوة اللاعبين الجدد في رسم ملامح المستقبل.
"BYD" لم تعد مجرد علامة تجارية صينية؛ بل أصبحت أيقونة عالمية تشكل مستقبل صناعة السيارات الكهربائية، مما يضع شركات السيارات التقليدية أمام تحديات مصيرية قد تعيد تشكيل خارطة الصناعة بالكامل.