"مصائب قوم عند قوم فوائد".. هكذا يمكن تطبيق الوضع على الحادث الذي شهدته مدينة لاس فيجاس الأمريكية منذ أيام، حيث تم تفجير سيارة ماركة "تسلا سايبرتراك" أمام الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والذي تحول من كونه حادث هز الولايات المتحدة، إلى خير للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وشركة تسلا، كنموذج يحتذى به في التفوق التكنولوجي لصناعة السيارات.
فقد كشفت التحقيقات الأولية للحادث عن تفاصيل مثيرة، تتعلق بطريقة تعامل شركة تسلا مع منتجها من السيارات الكهربائية، حيث لعب فريق من الشركة بكامل طاقته خلف الكواليس، جنبًا إلى جنب مع فريق التحقيق، لجمع البيانات من السيارة ومحطات الشحن، مما ساعد السُلطات في تتبع رحلة السيارة من ولاية كولورادو إلى لاس فيجاس، والوصول إلى معلومات كشفت عن أن السيارة كانت محملة بخزانات وقود وقذائف نارية، وأن تصميم السيارة الفريد ساهم بشكل كبير في الحد من الأضرار.
ليس هذا فحسب، بل أظهرت التحقيقات التفصيلية للحادث، عن جانب مذهل بقدرات السيارة سايبرتراك، التي طالما أثارت جدلًا حول تصميمها غير التقليدي، حيث ثبت للمحققين أن هيكلها المصنوع من الفولاذ بسمك تراوح بين 1.4 و1.8 ملليمتر، قد نجح في احتواء قوة الانفجار وتوجيهه لأعلى، في الوقت الذي لم يؤثر الانفجار على إطارات السيارة أو تحطم زجاج مدخل الفندق، مما عكس متانة التصميم الاستثنائي للسيارة.
إيلون ماسك المعرف بحسن إدارته للبيزنس بشكل علمي، كان لابد أن يستغل الحدث الذي جاءه على طبق من ذهب، حيث خرج للثناء على قدرات سيارات تسلا الكهربائية، مؤكدا قدرتها الفائقة على ضمان السلامة، والحد من الحرائق بنسبة تصل لـ500% مقارنة بالسيارات التقليدية.
الثابت أن الحادث فتح بابًا جديدًا على صناع السيارات في العالم، يتعلق في مجمله بالقدرات الدفاعية ومتانة التصميم وتقنيات السلامة في السيارات المدنية، مما قد يدفعها دون شك لإعادة النظر في انتاجها الجديد لمنافسة تسلا.