أشارت تقديرات شركة الاستشارات الألمانية "بيرليس" إلى أن عام 2025 سيكون عامًا شديد الصعوبة بالنسبة للشركات المغذية لصناعة السيارات في ألمانيا، نتيجة للتغيرات الاقتصادية والبيئية المتوقعة.
تشديد الاتحاد الأوروبي على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
مع تشديد الاتحاد الأوروبي للشروط الخاصة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، من المتوقع أن يعزز مصنّعو السيارات مبيعاتهم من السيارات الكهربائية من خلال تقديم خصومات، مما سيزيد من الضغط على هوامش أرباح الشركات المغذية لصناعة السيارات. بالإضافة إلى ذلك، سيشكل ارتفاع تكاليف التمويل عاملًا إضافيًا في هذا الضغط.
تحذيرات خبراء القطاع من خطر الإفلاس
حذر خبراء القطاع من أن عام 2025 سيكون حرجًا لبقاء الموردين، مشيرين إلى أن الوضع سيكون مشابهًا لأزمة جائحة كورونا. وأكدوا أن خطر الإفلاس سيرتفع بشكل كبير، خاصة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التوريد.
تراجع هوامش الأرباح لمصنعي السيارات والموردين
ذكرت "بيرليس" أن هوامش أرباح مصنّعي السيارات في الفترة حتى سبتمبر الماضي انخفضت في المتوسط من 9.8% إلى 2.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. بينما تراجعت هوامش أرباح الشركات المغذية لصناعة السيارات من 9.5% إلى 5.5% فقط، مما يعكس تدهورًا كبيرًا في الربحية.
تأثير نمو السوق الصينية على الشركات الأوروبية
توقعت الشركة أن يحقق سوق السيارات الصيني نموًا بنسبة 2% سنويًا، وهو معدل لا يتجاوز معدل نمو السوق العالمي بشكل طفيف. هذا النمو المتواضع سيؤثر بشكل خاص على شركات صناعة السيارات الأوروبية، حيث ستواجه تحديات في التنافس مع الأسواق الأخرى.
زيادة أهمية المصنّعين الصينيين للشركات الأوروبية
أضافت "بيرليس" أن نتيجة لتحديات السوق الأوروبية، سيصبح المصنّعون الصينيون أكثر أهمية بالنسبة للشركات الأوروبية المغذية لصناعة السيارات، "مهما كلف الأمر". هذا التوجه يعكس الحاجة إلى التعاون مع شركاء أقوى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
مخاطر إعادة الهيكلة والعلامات التجارية الصينية
رأى الخبراء أن وجود عدد كبير من العلامات التجارية الصينية وعمليات إعادة الهيكلة الوشيكة في السوق يمثلان خطرًا كبيرًا على الشركات الأوروبية. هذه العوامل تزيد من التحديات التي تواجهها الشركات في الحفاظ على استدامتها وربحيتها في بيئة تنافسية متزايدة.
ضرورة التكيف والتطوير لمواجهة التحديات
تؤكد تقديرات "بيرليس" على أن عام 2025 سيشكل اختبارًا حقيقيًا لشركات التوريد في صناعة السيارات الألمانية. من الضروري أن تتبنى هذه الشركات استراتيجيات فعّالة للتكيف مع التغيرات البيئية والاقتصادية لضمان استمراريتها ونجاحها في السوق العالمية.