Close ad
السيارة الصينية تبدل موازين المعادلة

د.طارق الطنطاوي, 8 ديسمبر 2024

لم يكن أكثر المتفائلين في العالم يتوقع اليوم الذي تهيمن فيه تكنولوجيا السيارات الكهربائية الصينية على الأسواق العالمية، على حساب السيارات اليابانية التي ظلت لسنوات فعل الابتكارات والجودة، تسيطر على الجزء الأكبر من مبيعات السيارات في العالم.

فوفقًا لتقرير لوكالة بلومبرج، شهدت صناعة السيارات في العالم تحولًا جذريًا، بعد نجاح العلامات الصينية الصاعدة من قلب الموازين، وانتزاع الريادة من العلامات اليابانية، التي تراجعت حصتها من الإنتاج العالمي من 22% في عام 1998 إلى 11% فقط في عام 2023، في الوقت الذي ارتفعت حصة الصناعة الصينية لتسيطر على 39% من الإنتاج العالمي.

المذهل أن هذا الانقلاب غير المتوقع في أسواق السيارات جاء على حساب علامات يابانية بارزة مثل تويوتا وهوندا ونيسان، التي فقدت حصصًا كبيرة في أسواق هامة للغاية مثل الصين وجنوب شرق آسيا، في الوقت الذي شهدت الأسواق ازدهارًا لعلامات صينية مثل "BYD وGeely" التي حققت مكاسب ضخمة.

التفوق الصيني يعود، وفق إجماع المتخصصين، إلى الثورة التكنولوجية التي يشهدها قطاع السيارات الكهربائية الصينية، الذي نجح في تحقيق قفزات مذهلة في تطوير البطاريات، والتفوق في مجال البرمجيات المتقدمة، إلى جانب جودة تكنولوجية.

ليس هذا فحسب، بل واستطاعت الصين تقديم سيارات مختلفة الأنواع والأشكال وبأسعار مناسبة للغاية، مما أكسبها قاعدة ضخمة من العملاء، على حساب قطاع السيارات الياباني، الذي انشغل لسنوات في التركيز على السيارات الهجينة، وبات عليه إعادة النظر في استراتيجيته للبقاء كمنافس قوي في أسواق السيارات العالمية.

وتبقى الحقيقة الأهم للبقاء في المنافسة تكمن في أن من يستطيع الاستثمار بسخاء في التكنولوجيا والابتكار، يستطيع وإن طال الزمن أن يغير قواعد اللعبة، والصين خير دليل.

اخبار جوجل تابعوا صفحتنا على أخبار جوجل

الاخبار المقترحة

الاخبار الرئيسية

مقال رئيس التحرير

بقلم هشام الزيني

لا مفر أمامهم ؟

الأكثر قراءة