علّقت سلطات العاصمة السويدية ستوكهولم قرار البلدية القاضي بحظر قيادة السيارات العاملة بالوقود في أحد أحياء وسط المدينة، وذلك قبل شهر من موعد دخوله حيز التنفيذ. كان من المفترض أن تُصبح العاصمة السويدية في 31 ديسمبر 2023 أول مدينة في العالم تخصص حيّاً فاخرًا للتسوق في قلب المدينة للمركبات "العديمة الانبعاثات"، في خطوة كان الهدف منها تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث.
لكن القرار الذي كان يُفترض أن يسهم في الحد من الانبعاثات الضارة ويشجع الشركات على التحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة، واجه اعتراضات من عدد من الجهات الاقتصادية في المنطقة. وتقدمت خمس شركات، يقع مقرها في تلك المنطقة، بطعون قانونية تطالب بإلغاء أو تأجيل تنفيذ هذه المبادرة البيئية.
وذكر لارس سترومغرين، نائب رئيس البلدية المسؤول عن النقل، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن بلدية ستوكهولم تهدف إلى تحسين جودة الهواء والحد من التلوث الضوضائي، في إطار جهود المدينة لتعزيز وسائل النقل المستدامة. وأشار إلى أن المبادرة كانت تهدف إلى تحفيز شركات النقل على اختيار البدائل البيئية لمكافحة التلوث.
ويُذكر أن مستويات التلوث في الهواء في ستوكهولم كانت جيدة، حيث بلغ تركيز جزيئات «بي ام 2.5» الدقيقة في المدينة بعد ظهر الخميس الماضي ميكروغرامين لكل متر مكعب، وهي نسبة تعتبر ضمن الحدود الآمنة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
على الرغم من الجهود البيئية، إلا أن قرار إنشاء المنطقة الخالية من الانبعاثات قوبل بانتقادات من اتحاد شركات النقل، الذي حذر من أن السوق لا يوفر بعد العدد الكافي من الحافلات المتوافقة مع المعايير الجديدة. كما أعربت جمعية التجار، التي استأنفت القرار أمام المحكمة، عن قلقها من أن مثل هذه المبادرات قد تؤدي إلى فقدان وظائف وإلحاق ضرر كبير بالمناطق التجارية في ستوكهولم.
ومع استمرار الجدل حول تأثيرات المبادرة على النشاط التجاري وقطاع النقل، يبقى السؤال حول ما إذا كانت ستوكهولم ستتمكن من تنفيذ هذه الخطة الطموحة أم ستضطر إلى تعديلها لتلبية احتياجات مختلف الأطراف.
