أثارت حملة إعلانية جديدة أطلقتها شركة "جاجوار" البريطانية للسيارات موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. الإعلان، الذي جاء كجزء من خطة الشركة لإعادة تقديم علامتها التجارية استعداداً للتحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل بحلول عام 2026، تعرض لانتقادات واسعة بسبب غياب السيارات عن المشاهد المصورة، وهو ما وصفه البعض بالابتعاد عن هوية الشركة التقليدية، حسبما ذكر موقع businessinsider.
فكرة الحملة والانتقادات التي طالتها
الحملة تضمنت مقطع فيديو ترويجي ركز على مشاهد فنية تضمنت عارضين يرتدون أزياء زاهية، وهم يمارسون أنشطة متنوعة مثل الطلاء واستخدام المطارق، وسط خلفيات غريبة مثل الصحراء الوردية. غياب السيارات عن الفيديو أثار حفيظة الكثيرين من محبي العلامة، حيث اعتبروا أن الحملة لا تعكس تاريخ الشركة الممتد لأكثر من 90 عاماً في صناعة السيارات الفاخرة.
وصف منتقدون الإعلان بأنه "غريب" و"غير مفهوم"، وذهب آخرون إلى اتهام الشركة بتبني توجهات سياسية أو اجتماعية "مبالغ فيها". من بين أبرز المنتقدين كان إيلون ماسك، الذي علق على الفيديو بسخرية قائلاً: "هل ما زلتم تبيعون سيارات؟"، بينما شبه آخرون الإعلان بأخطاء تسويقية سابقة لشركات أخرى مثل إعلان "بد لايت" المثير للجدل.
رد جاجوار على الانتقادات
في تصريح لصحيفة فاينانشال تايمز، دافع راودون غلوفر، المدير التنفيذي لجاجوار، عن الحملة قائلاً إن الهدف منها كان تقديم رؤية جديدة للعلامة التجارية بعيداً عن الصورة النمطية لشركات السيارات. وأضاف: "إذا واصلنا الظهور بنفس الطريقة التقليدية، سنفقد القدرة على التميز وسط المنافسة. أردنا الخروج عن المألوف وتقديم رسالة مختلفة."
وأوضح غلوفر أن الحملة واجهت "موجة من الكراهية وعدم التسامح" عبر الإنترنت، لكنه أشار إلى أن الحملة حققت أيضاً ردود فعل إيجابية، معتبراً أن إعادة التغيير في العلامة التجارية هي خطوة ضرورية لمواكبة العصر الجديد للسيارات الكهربائية.
استراتيجية الشركة الجديدة
تسعى جاجوار من خلال هذه الحملة إلى تعزيز صورتها كعلامة تجارية فاخرة تنافس بقوة في سوق السيارات الكهربائية. وأعلنت الشركة أنها بصدد إنهاء إنتاج جميع طرازاتها الحالية خلال العام الجاري، على أن يتم إطلاق سيارات كهربائية جديدة بحلول عام 2026، بأسعار مرتفعة تستهدف شريحة العملاء الباحثين عن الفخامة.
وفقاً لتقارير صحفية، تهدف جاجوار إلى إعادة تموضعها في السوق من خلال طرح سيارات كهربائية بمستويات غير مسبوقة من الفخامة، بأسعار تقارب تلك الخاصة بسيارات "رينج روفر" التي يصل سعر بعضها إلى 400 ألف دولار، ما يمثل قفزة كبيرة مقارنة بأسعار طرازات جاجوار الحالية التي تتراوح بين 50 و80 ألف دولار.
مستقبل جاجوار
رغم الانتقادات الواسعة، أكدت الشركة أن هذه الحملة ليست سوى البداية لخطة تحول شاملة. وذكرت في بيان رسمي: "نحن نمر بمرحلة جديدة ومثيرة في تاريخ جاجوار، وسنواصل تقديم المزيد من التفاصيل حول رؤيتنا المستقبلية خلال الأسابيع القادمة."
تتطلع جاجوار إلى أن تكون الحملة نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في تاريخها، حيث تسعى إلى تقديم سيارات كهربائية تعكس قيم الفخامة والتميز، مع الحفاظ على إرثها العريق كواحدة من أبرز علامات السيارات البريطانية.
